TODAY - October 08, 2010
بحث «غوغل» الفوري الجديد.. ليس مكتملا بعد
شكوك حول تعرفه على أفكار المستخدمين وميولهم
لندن
تمكنت «غوغل» من إدارة عقول بعض الناس وإصابتهم بالذهول عندما أعلنت أخيرا عن محرك بحثها الفوري الجديد Google Instant. ويعرض المحرك الجديد النتائج حال إدخال الحرف الأول ليقوم بعد ذلك بتحديث نتائج البحث مع إدخال كل حرف إضافي، وهو أمر يبدو واعدا.
وبهذا يصبح البحث الفوري في «غوغل» شبيها مثلا بخدمات الشركات المتخصصة بتأجير أقراص «دي في دي» التي تؤدي خدمة الزبائن فورا. فهذا البحث عملية مناسبة، وموفرة للوقت إذا كان تواصل المستخدم مع الإنترنت جيدا. كما أنه يقوم بمهمته بشكل جيد. هذا من جهة، أما من جهة أخرى فإن البحث هنا يشبه تناول طبق عصيدة الشوفان في الصباح، فهي عملية مستساغة ومفضلة دائما، لكنها من الطراز القديم، كما يقول بول سواريز في مجلة «بي سي وورلد» الإلكترونية الذي قام بتجربة المحرك بنفسه.
إن القول إن كلمة «فوري» أو «آني» هنا، هو وسيلة تحايل، رغم أن هذه الخدمة واعدة، ويقول سواريز إنه مع ذلك لم ينبذ طريقته السابقة بهدف استخدام الأسلوب الجديد لـ«غوغل»،
وذلك للأسباب التالية:
محرك «غوغل» لا يعرف بمَ أفكر. كان أول أمر جربته بعد سماعي بالبحث الفوري هو البحث عن جريدتي المحلية «كولمبيان» Columbian التي تصدر في فانكوفر، كندا، وأنا موجود في ولاية واشنطن في أميركا. وطبعت حرف C الحرف الأول من المطبوعة لأحصل على كلمة Craigslist. وبعد إضافة حرف O جاءتني كلمة Costco. وهنا أدركت أن «غوغل» لم تملك ناصية الأمر بعد. ثم أضفت حرف L لأحصل على عشر نتائج عن «كولمبيان يونيون كريدت»، ولا شيء عن الصحيفة المحلية بعد، وبالتالي لم أعثر على ضالتي إلا بعدما أكملت طباعة كلمة «كولمبيان» على شريط البحث.
وكان البحث الفوري هذا من «غوغل» قد وفر علي ضربة مفتاح واحد! ليس هذا فحسب، بل كلفني ربما إنفاق الوقت أيضا بالبحث في النتائج المقترحة، بعد طبع كل حرف من هذه الحروف.
والصفحة التي تضمنت النتائج العشر عن «كولمبيان يونيون كريدت» جعلتني أفكر بأنه كان من الأفضل لو أن «غوغل» نظمت النتائج الفورية بشكل قاطع ومنظم مثل الخدمة الإخبارية «نيوز سيرفيس». وبدلا من النتائج العشر التي كانت تدور حول المحور ذاته، كان من الأفضل الحصول على عشر نتائج مختلفة مع الأخبار، ومواقع الشبكة الرسمية، والخرائط لكل بند من هذه البنود. وكنت قد سمعت أن الخدمة هذه تدون ملاحظات عما أبحث عنه. لكن لم ألاحظ أن اسم الصحيفة جاء أولا في نتائج أبحاثي بعدما تجاهلت هي كل شيء قبل طباعة «كولومبيا» كاملة.
* جميع المستخدمين لا يفكرون بشكل متماثل. أما لدى طباعتي كلمة «كلية» college في البحث الفوري فقد أوصلتني إلى موقع «كوليج هيومر» College Humor على الشبكة، وهي مجلات جامعية ساخرة. وهذا لم يكن بالأمر الظريف، أو المفيد جدا. وبالمقابل فقد أدى استخدامي لمحرك بحث «غوغل» التقليدي إلى إيراده لصفحة «كوليدج بورد» في «ويكيبيديا»، وإلى صفحة IMD8 في «مجموعة» college سينما 2008، وإلى منظر الكليات السبع قرب منزلي في خرائط «غوغل» وهي أمور ممتازة.
ويبدو لي أن البحث التقليدي، لا سيما مع نتائج الخرائط، هو أكثر فائدة بكثير من مجرد إظهار مواقع الشبكة والرابط إلى واحد من فيديوهاتها. بالتأكيد فإن من المحتمل أن المزيد من الأشخاص سيقومون بالبحث عن «كوليدج هيومر» أكثر من أي موقع آخر، لكن هذا لا يعني أنني راغب بذلك.
ولست أقصد هنا أن أكون قاسيا على «غوغل»، فأنا أعتقد أن بحثها الجديد وسيلة جديدة تملك الكثير من الإمكانيات، لا سيما إذا ما شرعت في الاحتفاظ بتبويبات تتعلق بسلوكي البحثي، وبالتالي الاستمرار في تسليمي مواد أجدها مفيدة جدا. ولكنني لست مستعدا بعد لتناسي البحث القديم في «غوغل».