بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى((ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا))
وفي الحديث الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:أن في جنة عدن شجرة تخرج خيل بلق مسرجة بالياقوت والزبرجد ذوات لا تروث ولا تبول يركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاءوا قال: فيناديهم أهل الجنة يا أخوتنا ما أنصفتمونا ثم يقولون ربنا بماذا نال عبادك منك هذه الكرامة الجليلة دوننا فيناديهم ملك من بطنان العرش أنهم كانوا يقومون الليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا يتصدقون بمالهم لوجه الله تعالى وأنتم تبخلون وكانوا يذكرون الله كثيراً لا يفترون وكانوا يبكون من خشية ربهم وهم مشفقون وكان ممن ناجى به الباري تعالى داود (عليه السلام) عليك بالاستغفار في دلج الليل والأسحار يا داود أذا جن عليك الليل فانظر إلى ارتفاع النجوم في السماء وسبحني وأكثر من ذكري حتى أذكرك. يا داود أن المتقين لا ينامون إلا بصلواتهم إلي ولا يقطعون نهارهم إلا بذكري, يا داود لأن العارفين كحلوا أعينهم بمرور السهر وقاموا ليلهم يسهرون يطلبون بذلك مرضاتي يا داود يا داود أنه من يصلي بالليل والناس نيام يريد بذلك وجهي فاني آمر ملائكتي أن يستغفروا له وتشتاق له جنتي ويدعو له كل رطب ويابس . وقال (صلى الله عليه وآله وسلم)في وصيته لأمير المؤمنين: وعليك بصلاة الليل وكرر ذلك ثلاثاً وقال :ألا ترون أن المصلين بالليل هم أحسن الناس وجوهاً لأنهم خلوا بالليل لله سبحانه فكساهم من نوره.
وسُئل الأمام الباقر(عليه السلام) عن وقت صلاة الليل فقال:هو الوقت الذي جاء عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال أن الله تعالى ينادي في السحر هل من داع فأجيبه هل من مستغفر فاغفر له هل من طالب فأعطيه ثم قال هو الوقت الذي وعد فيه يعقوب بنيه أن يستغفر لهم وهو الوقت الذي مدح فيه المستغفرين فقال والمستغفرين بالأسحار وأن صلاة الليل آخره أفضل من أوله وهو وقت الإجابة والصلاة فيه هدية المؤمن إلى ربه فأحسنوا هداياكم إلى ربكم يحسن الله جوائزكم فأنه لا يواظب عليها إلا مؤمن صديق .