اعترافات لم تعد خاصه.
لم أكن أتوقع أن أجلس يوماً لأكتبَ لكِ رسالة أخيرة
لقد أردتكِ للعمر كله، ولكنها الحياة يا حلوتي قاتلتُ بشرفٍ لتكوني لي
ولأن الشرفاء أيضاً يخسرون معاركهم !
أترككِ الآن وأمضي كجيشٍ مهزوم لم يعد لديه شيء يقاتل من أجله
قلتِ لي يوماً : لن تُفلتَ مني
وها أنا اليوم جئتُ لأفلت لا تحسبي أني بهذا ربحت المعركة ..
ماذا سأفعل بنصرٍ لستِ فيه كل نصرٍ لستِ فيه هزيمة
مهما حاولتُ أن أقنع نفسي أنه ليس كذلك
فبعضُ الانتصارات لها طعم الهزائم يا أميرتي هكذا هي معارك الحب ! كلانا خاسر
وليس غير الله يجعل خسارتي لكِ نصراً
دعيني أسألكِ للمرة الأخيرة : كيف حالك ؟
كيف حال العسليّ في عينيكِ ؟ أما زال فاتناً كآخر مرة رأيتكِ فيها
كيف هو الكحل على جفنيكِ ؟ أما زال له تأثير البنج فقد كنتُ أتخدّر كلما رأيته يحيط بعينيكِ
كيف هو الثلج الأبيض في خديكِ؟ أما زال ناعماً كآخر مرة مررتُ أصابعي عليه كيف حاجبيكِ أما زالا أنيقين كما كانا دوما .
وكيف هي الخدوش الصغيرة في يديكِ ؟ أتذكرين كيف كنتُ أقبلكِ منها لتشفى
وكيف أنتِ
أنتِ كلكِ كيفك ؟
قسماً اشتقت لكِ
وقسماً بالله أنه ليس في قلبي
أحد أكبر منكِ إلا الله وأمي وهذا استثناء .
وإني أسأله سبحانه
أن يهبك بالحلال خيراً مني في اخرتك
لستُ جباناً حين أهربُ منكِ
أنا أهربُ منكِ إلى الله وإني أحسبُ هذا شجاعة وأسأله سبحانه أن يشفيني منكِ
لأني لا أعرف كيف السبيل للهرب من امرأة تحيط بي من كل الجهات ، وأنا غارق بكِ
وأرى الله يضيء لي من بعيد نور توبته
أريد أن أسبح صوب ذاك الضوء
مهما كانت السباحة بعيداً عنكِ مؤلمة
وأنا أثق برحمته أن يضمّد جرح قلبي بفقدكِ
كنتُ أسأله بيتاً صغيراً ،. يائويك بركعتين
تمنيتُ أن أسألكِ عن أذكار الصباح والمساء وركعتي الضحى وجزء القرآن ، تمنيتُ أن أوقظكِ لصلاة الفجر
تمنيتُ عمرة وحجةً تجمعنا معاً
لأقول له : لقد جئتكَ بها يا الله
تيقنتُ الآن أنه من المستحيل أن نأتي معاً
تعرفين أني ما حلفتُ يوما كاذباً
لهذا فليكن آخر حِلفان لي عندكِ
اقسم بالله أنني أحببتك .
م