يحكي أن كان هناك مهندساً زراعياً يعمل في إحدي قري صعيد مصر، وأراد يوماً أن يعود لزيارة أهله المقيمين بالقاهرة، فذهب إلي محطة القطار وركب بجانب فلاح كبير السن من القرية، وقد لاحظ المهندس وجود شوال كبير من الكتان مع الفلاح يضعه بين رجليه .
بدأ القطار في التحرك وكان الفلاح كل ربع ساعة يقوم بتقليب محتويات الكيس وخلطها معاً، وبعد ذلك يقوم بتثبيته بين قدميه من جديد ويرتاح، استمر الفلاح علي هذا الحال طوال الطريق، وكان المهندس الزراعي يتابع ما يفعله الفلاح في تعجب وحيرة شديدة، حتي زادت حيرته فما لبث أن إلتفت إلية وسأله : من أنت وماذا تفعل ؟ وما قصة هذا الكيس العجيب ؟
إبتسم الفلاح وقال له : أنا اعمل بإصطياد الفئران لأقوم ببيعها لأحدث مراكز الأبحاث العلمية بالقاهرة الذين يقومون بإجراء التجارب عليها، وهذا الكيس ملئ بالفئران والجرذان، فإزداد تعجب المهندس وسأله : ولماذا إذا تقوم بتقليب وهز الكيس كل فترة ؟ فرد الفلاح ببساطة : لإني لو تركتهم فترة دون هز وتقليب سوف يرتاحون ينسي كل منهم باقي من حوله، وسيبدأون بقضم الكيس حتي يصنعون به خرق وحينها ستكون كارثة، ولكني عندما اقوم بتقليب الكيس، فإنهم يبدأون في العراك والقتال ويختلفون فيما بينهم وبالتالي يغفلون عن قضم الشوال وهكذا أصل إلي مركز البحوث بالقاهرة بأمان وسلام .
هكذا هي سياسة وفلسفة الكثير من الحكام وقيادات الشعوب العربية، فكثيراً ما يختلقون الازمات والشعارات الكاذبة، ليشغلوا الشعوب عن اعمالهم وفسادهم، وتظل الشعوب دائماً تلهث وراء لقمة العيش، حال الكثير من الشعوب الآن كحال الفئران في الشوال، ينشغلون بالعراك فيما بينهم ويتركون الكفاح للخروج من الازمة، وينسون من خلق الأزمة عن عمد وقصد .