* جائحةُ الشتاء *
وسمعتُ تمتمةَ الأنين
وكأنّهُ لمّا يغوصُ بمهجتي
يستخرجُ الإفراحَ والكنزَ
الثمين
وإلى متى تشتدُّ
جائحةُ الأنين ؟
وإلى متى نمشي ونخشى
فيه لخبطتَ العجين ؟
أي الفخاخِ تركتها خلفي
وأيها يأتي ويرفع
ما تبقى من كمين ؟
ورضعتُ من ثدي
الشقاوةِ والأسى
وتقرّحِ القلبِ الحزين
وأتى الوباءُ معانقاً كلَّ
الأحبةِ بازدراء
وأنا أراهُ بضحكةٍ صفراء
حين تقدمت تلك الأيادي
بالدعاء
وأنا أراهُ بضحكةٍ زرقاء
حين يتمتمُ الأطفالُ
بنبرةٍ ترجو الشفاء
وتقطّعت سبلُ النداء
والموتُ يحصدُ
بذرةً غُرستْ بلاحتى
سنابلَ أو وقاء
ورأيتُ وجهَ الشمسِ
ملفوفاً وهي تنتحبُ
البكاء
وتكسّرتْ حتى النجوم
لمّا رأت موتَ الاحبةِ
صارَ رمزاً للبلاء
ياأرضُ هل قربَ
العناء ؟
أم بدء التفرّقُ والشقاء ؟
وعيونُ جائحةِ الشتاء
قد أسقطتْ أوراقَنا
مثلَ الخريف
ماكانَ ينفعُ صيفُنا
لمّا تهاوينا الشريفُ
على الشريف
وبدا لنا نابٌ بلا وحشٍ
ولا كلبٍ مخيف
حتى يعززَ طعنهُ فرمى
السمينَ على النحيف
وأرى الدماءَ تناثرتْ من جبهةٍ
كانت تطهّرَ لقمةً فيها رغيف
ورأيتُ جائحةَ الربيعِ خطفتْ
زهوراً قبلَ أيامِ الربيع
وغدا باشلائي واشلاءِ
الأحبةِ قاعداً حتي يبع
وتضرعتْ نفسي فما يجدي
فطفقتُ اخصفُ تارةً روحي
والتهمُ الضريع
فدنتْ كوارثُ عصرِنا من هاهنا
نرمى بصاعقةٍ ومن الّلظى يأتي
الصقيع
وكأنّنا تُهنا فيلطمُ وجهَنا موجٌ
ويصفعُ خدَنا جرحٌ وجيع
حتى تفرّقنا بجائحةٍ سلبتْ
مناعاتِ القطيع
ولإن تعجّبتم فتعجبوا وذروا
المشيبَ يعانقُ الطفلَ الرضيع
هذي حكايتُنا سيذكرها زماني
سيذكرُها كتابٌ كليلةٍ
سيذكرُها انينُ الشعرِ سيذكرُها
الجميع
سيد حميد