هناك بون شاسع بين نظرة الغرب من ماركسيين ورأسماليين من جهة وبين نظرة الاسلام الى تقييم العمل وما يعطيه من ثمار وأنقل هنا رأي سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمود الحسني الصرخي (دام ظله ) بهذا الخصوص في مقدمة كتابه الاخلاص :
من الواضح جداً الفرق بين الفكر الإسلامي الشرعي وغيره من الأفكار المادية ، فالثابت ان الرأسمالية والماركسية تقيم العمل وتعطيه درجة في الصلاح ، على أساس ما يؤتيه من الثمار المادية والمنافع الفردية كما في الرأسمالية أو المصالح الطبقية كما في الماركسية . أما الإسلام فإنه يرى ان العمل يستمد قوته وصلاحه من الدوافع لا من المنافع ، وذلك اهتم بدوافع العمل لا بمنافعه ، فلا عمل إلا بنية ، وما لم تتوفر النية الصالحة لا يكون العمل صالحاً ، مهما كانت منافعه التي تنشأ عنه ، فالشارع المقدس يتبنى تربية الإنسان ويستهدف قبل كل شيء تكوين محتواه الداخلي وفقاً للمفهوم الشرعي المتوازن الصحيح، ولهذا اعتبر العمل الصالح ما يصدر عن نية خالصة بحيث ينبثق عن عواطف وميول خيرة تنسجم مع الإيمان بالله واليوم الآخر راجياً رضا الله سبحانه وتعالى ، وقد اشترط في صحة العمل والعبادة وقبولها النية واشترط في النية الإخلاص بما يحقق الدرجة العليا من الرصيد الروحي والنفسي للفرد ، وينظم ويحقق علاقة الإنسان بأخيه الإنسان ، فالأنبياء والأئمة والصالحون(عليهم السلام) ما هزَوا ولا أثَّروا الوجدان البشري ولا شقَوا الطريق للهدى الإلهي والصلاح الاجتماعي ، إلا لأنهم كانوا يعيشون قضية الله تعالى مع عباده ويتربون بين يدي الله تعالى ساعات وساعات .
فعلينا ان نعيش دائماً مراحل مسيرتنا برؤية واضحة وخطى واثقة وثابتة ، وعلينا ان نبذل الجهد ومضاعفته لتحقيق ذلك من خلال معرفة معنى الإخلاص وكيف أعطى الشارع المقدس المعاني المختلفة للإخلاص بما يحقق الأغراض والأهداف السليمة ، فلنحقق معنى الإخلاص خلال أقوالنا وأفعالنا وعلى مدار ساعات العمر ، واذكر لك في المقام هذا البحث المبسط المختصر وأرجو ان يكون فيه الفائدة لنا جميعاً ، ونسألكم الدعاء .
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين