أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال ومنسقة الوفاق الدولي للعمال والشعوب، أمس، في ندوة صحفية، عن تنظيم مؤتمر الطوارئ الثاني ضد الحروب الاحتلالية، في أقرب الآجال لمنع التدخل في شمال مالي وتحضير التعبئة ضد هذا التدخل، بالتنسيق مع المركزية النقابية، حيث اتفقت مع زعيمها عبد المجيد سيدي السعيد، الذي حضر إلى مقر الحزب قبيل الندوة، على الاتصال بمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية لتحديد تاريخ المؤتمر ''الذي سيكون في أقرب الآجال''. واجتمع سيدي السعيد مع حنون وأعضاء التنسيقية ضد الحروب، وممثليها من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا والهند والبرازيل وفلسطين وألمانيا والطوغو وجنوب إفريقيا. ومن بين ما تم الاتفاق عليه، عقد ندوة في إسبانيا، شهر مارس المقبل، ''لمناهضة الحرب الاجتماعية التي يشنها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي ضد الطبقة العمالية الأوروبية''.وأوضح ألان بنجامين، في ثاني يوم من اجتماع التنسيقية بالعاصمة، أن وفدا أمريكيا هاما سوف يشارك في مؤتمر الطوارئ الثاني الذي سيحدد تاريخه قريبا بالجزائر، على أن قطاعا واسعا من الأمريكيين يرفضون السياسة المنتهجة من قبل الإدارة الأمريكية في علاقاتها بالدول التي تشهد اضطرابات. وأفاد بأن واشنطن تريد من الجزائر أن تقود الحرب في مالي نظرا لقدرات الجيش الجزائري مقارنة مع جيوش دول الجوار. وأضاف بنجامين أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلنتون، ''رددت في سفرياتها إلى مختلف البلدان ما يفيد بأنه يتعين على الجزائر أن يكون لها دور قيادي في التدخل العسكري بشمال مالي، بيد أنه لم يتخذ من تصريحات كلينتون مبررا وحيدا لتأكيد تصريحاته، بل شدد على أن تقارير مختلفة تتحدث عن المسعى الأمريكي في جعل الجزائر ''تدير الحرب بالوكالة، كما يحدث بالنسبة لبلدان أخرى''. وأبعد من ذلك، شدد النقابي الأمريكي أن ''الجزائر مستهدفة في سيادتها ووحدتها من قوى خارجية''، بينما أبدى رفضا قاطعا لأن يتم ذلك، وقال: ''الجزائر دين علينا''.وساوق بنجامين موقفا يتساوى مع مواقف أبدتها لويزة حنون، في شق ''المؤامرة الأجنبية'' ضد الجزائر، وتحدثت ''الخبر'' مع منسقين في الوفاق الدولي للعمال والشعوب من فرنسا وأمريكا والهند، أجمعوا على ''حقيقة'' التحذيرات التي أطلقتها الأمينة العامة لحزب العمال، رغم ''استخفاف أطراف داخلية بها''. وقالت حنون خلال الندوة إن ''الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن الجيش الجزائري منظم وقوي، إضافة إلى تشبع الخزينة العمومية بأموال النفط، ما يمكن الجزائر من تمويل الحرب في مالي وتصدرها لطليعة تريدها واشنطن''.وتدخل دانيال غلوكستاين، المنسق الثاني للوفاق الدولي للعمال والشعوب بعد لويزة حنون، ليؤكد أن ''مخططا أرسي منذ عامين يستهدف زرع الفوضى في الجزائر، بعد تقارير تحدثت عن مسعى لتشكيل مجلس انتقالي في الجزائر، على غرار المجلس الانتقالي الليبي والسوري''. وعلق على الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالقول: ''لقد جاء من أجل الصفقات وترغيب الجزائر في التدخل العسكري بمالي، والدليل على ذلك أن تواجده بالجزائر صادف توصية مجلس الأمن لتحقيق هذا الغرض''.