طرق تجنب التشتت في العمل
لم يشهد أي زمن إلهاءات بقدر ما شهده هذا الزمن، خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يمكن لعالم اجتماع متمرس أن يقول، وببعض الثقة، إن فقدان التركيز هو السمة الأبرز لهذا العصر، الجميع يعدو وفي كل الاتجاهات لكن لا أحد يصل أبدًا؛ فعلى الطرق الكثير من المعطلات وعناصر الإلهاء؛ لذلك فإن تجنب التشتت أمسى مطلبًا حتميًا وضرورة؛ كي نتمكن من إعادة أنفسنا مرة أخرى على الطريق.
ففي العمل، على سبيل المثال، يفقد المرء تركيزه، مرات كثيرة، إما بسبب بعض عاداته هو، وربما بفعل البيئة المحيطة به، ولا شك في أن هذه المشتتات تقلل من الإنتاجية، وتأكل من وقت العمل، ناهيك عن كونها أحد مسببات الضغط والإرهاق.
نرصد في «رواد الأعمال» عدة طرق يمكن، من خلال اتباعها، تجنب التشتت والحصول على أكبر قدر من التركيز على ما نعمل بالفعل أو ما نريد أن نعمل.
منع التشتيت
إذا كنت تفكر في تجنب التشتت فعليك أن تقضي على كل مسبباته في مهدها، فعلى سبيل المثال، يجب عليك أن تترك هاتفك المحمول بعيدًا عنك، وأن تبتعد عن التلفاز _إذا كنت تعمل من المنزل_ إن لم تستطع إغلاقه، وأن تعطل إشعارات كل حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، فمثل هذه الأمور، التي تظن أنها بسيطة، تستنزف وقتك بشكل لا يمكنك تخيله.
وعندما تقلع عن عادة تصفح حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي وقت العمل بشكل متكرر، أو تمتنع عن الرد على الهاتف، فسينعكس ذلك على معدلات إنتاجك، ومن قبله على مستوى تركيزك. ومن المؤكد أنك ستكون أقل إرهاقًا على الرغم من إنجازك الكثير من المهام والأعمال؛ وذلك لأن المشتتات وعناصر الإلهاء أكثر إرهاقًا من العمل ذاته.
شيء واحد في وقت واحد
هناك وهم شائع اسمه «تعدد المهام»، والحقيقة أنه ليس هناك شيء كهذا على أرض الواقع، صحيح أن الكلمات الطنانة قد تجذب الأسماع لبعض الوقت، إلا أنها فارغة ولا معنى لها.
إن تعدد المهام هذا، وتبعثر العزم بين الكثير من الأمور لن يفعل شيئًا سوى قطع التدفق الفكري حول مهمة واحدة، والاضطرار إلى الانتقال لمهمة أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان التركيز والفشل في المهمتين معًا، في حين أن تخصيص وقت معين لبدء وإنجاز مهمة ما ثم الانتقال للتي تليها سيساعدك في التركيز بشكل أكبر، وإنهاء مهامك بشكل أسرع.
ليعلم الآخرون أنك بحاجة للتركيز
عند العمل في مكاتب كبرى، بها الكثير من الأشخاص، فإن أول ما يتوجب عليك فعله من أجل تجنب التشتت هو إعلام الآخرين بأنك بحاجة إلى التركيز، وأن لديك عملًا يتطلب الإنجاز العاجل، ومن دون شك سيكون لزامًا على الجميع احترام هذه الرغبة، كما أنك أنت الآخر ملزم باحترام رغبة زملائك في التركيز على مهامهم وإنجازها في الوقت المطلوب تمامًا.
هذا الفهم المتبادل بين العاملين في المكان سيسهم في جعل الجميع أكثر تركيزًا، وربما يتوجب على الإدارة أن تتدخل لضمان عدم الموظفين لبعضهم البعض، وتركهم يركزون على أعمالهم ومهامهم المختلفة.
لا تعمل من دون توقف
قد تكون هذه نصيحة غريبة في سياق الحديث عن تجنب التشتت والتركيز، لكنها وعلى الرغم من ذلك ضرورية، فالدماغ البشري ليس بإمكانه العمل إلى ما لا نهاية وبشكل دائم، ومن ثم سيخفق عقلك في منحك القدر الكافي من التركيز الذي تريده بعد ساعات عمل طويلة ومتواصلة.
لذا؛ ستكون بحاجة إلى أخذ قسط من الراحة، إن أنت أردت فعلًا أن تركز على المهام الملقاة على عاتقك، والوفاء بما عليك من التزامات، وستجد نفسك_بعد تلك الاستراحة القصيرة_ أكثر تركيزًا وأسرع إنجازًا، وهو ما لن يتوفر لديك في حال استمرارك في العمل دون انقطاع.
قسّم مهامك
ما الذي يصدك عن أداء هذه المهمة بعينها؟ وما الذي يجعلك أكثر استجابة لعناصر الإلهاء المختلفة؟ لا شك في أن الناس يؤجلون المهام التي يرون أنها عسيرة، وأن أداءها محال، حسنًا، فثمة حيلة يمكنك اتباعها للتغلب على هذا الأمر.
قسّم المهمة الكبيرة والمعقدة إلى عدة مهام صغيرة وبسيطة، هكذا سيمكنك أداء كل هذه المهام بتركيز، فضلًا عن أن إنجاز كل واحدة من هذه المهام سيمنحك الحماس والدافعية لكي تؤدي التي تليها، وهكذا يكون بإمكانك تجنب التشتت والتخلص من التسويف وإنجاز مهامك على النحو الأمثل.