في احد الايام شعر الخفاش بالحزن فهو يري صديقه الهدهد يطير كل يوم في الصباح عندما تشرق الشمس بينما هو لا يقدر، لذلك قرر أن يخرج من جحره ويجرب أن يطير هو الآخر في الصباح، ولم يكد يفعل هذا حتي اصيب بالعمي من شدة اشعة الشمس، ولم يستطع ان يري اي شئ .
رآه الهدهد الطيب فأسرع الي انقاذه وسأله عما حدث فقال الخفاش : انا لا استطيع أن اري اي شئ امامي، فقال الهدهد : دعني اساعدك واعيدك الي جحرك يا صديقي، واسرع الهدهد ممسكاً بالخفاش وقاده الي جحره المظلم ولم يكد الخفاش يدخل الي الظلام حتي عاد اليه بصره من جديد، وصاخ قائلاً للهدهده : اشكركً كثيرا يا صديقي العزيز .
قال الهدهد : عفواً فأنا لم افعل معك سوي شئ من حقوق الصداقة ومن واجبي تجاهك، ولكن اخبرني لماذا حاولت الخروج من جحرك في الصباح وفي ضوء الشمس قال الخفاش : لأنني اشعر بالحزن الشديد، فانت تقدر علي الطيران بالنهار بينما انا لا استطيع ذلك، ضحك الهدهد قائلاً : لا تحزين يا صاحبي، فانت ايضاً تستطيع ان تطير في الليل بينما أنا لا اقدر علي ذلك، انها حكمة الله عز وجل علي صديقي، هو الخالق القادر علي كل شئ، لقد جعل لكل كائن من مخلوقاته الزمان والمكان الذي يناسبه .