نجوم "غرايز أناتومي" أحد أهم مسلسلات الدراما الطبية (مواقع التواصل)
مرت ستة أشهر منذ بدء تفشي جائحة كورونا التي غيرت العالم بأكمله من حولنا، وبات الجميع -على اختلاف اهتماماتهم- يتتبعون بيانات وزارات الصحة والنشرات الطبية ويقدرون دور "الجيش الأبيض" من الأطباء والتمريض الذين يقفون صامدين في "وجه المدفع" بهذه الحرب الشنعاء التي لا نعرف لها نهاية.
لذا وفي ظل الأزمة، ربما حان الوقت لتتعرفوا إلى أهم المسلسلات الأجنبية التي تنتمي لفئة الدراما الطبية التي تسلط الضوء على عالم المستشفيات والأمراض والأوبئة.
1- "غرايز أناتومي".. الأطباء أيضا يموتون!
قبل 15 عاما صدر المسلسل الأميركي "غرايز أناتومي" (Grey’s Anatomy)، الذي عرض منه حتى الآن 16 موسما ومازال عرضه مستمرا وقيد التجديد. وقد نجح على المستوى الفني، إذ حصد حتى الآن ما يقرب من 80 جائزة من بينها جائزتا غولدن غلوب. أو على المستوى الجماهيري الذي نتج من ارتباط الجمهور بأبطال المسلسل طوال كل تلك السنوات، فهو وإن دارت معظم أحداثه بين أرجاء المستشفيات فإنه استعرض الحياة الاجتماعية والعاطفية لأبطاله بكثير من التفاصيل، مما جعل العمل يصنف كمسلسل درامي اجتماعي وليس طبيا فقط.
أحد الأسباب الأخرى التي زادت من تعلق المشاهدين بالأحداث كون الأبطال لم يكونوا مشهورين قبل هذا العمل، وهو ما أدى إلى اقتناع الجمهور بأن هذه هي حياة هؤلاء الشباب اليافعين فعلا الذين بدؤوا حياتهم العملية فور تخرجهم بأحد مستشفيات سياتل.
فشاهدناهم عاما بعد آخر يكبرون وينضجون ويصنعون صداقات وعلاقات، ثم يصبحون أزواجا وأمهات، بل ويمرون بتجارب تكسرهم تماما كما يجري في الحياة العادية.
ومثلما كان هذا "التكنيك" سببا في جذب الجمهور للمسلسل وجعلهم يدمنون حكاياته ويتعاملون معها كجزء من عالمهم الواقعي، كان أيضا ما تسبب في خسارة قطاع ليس هينا من الجمهور خلال السنوات الأخيرة، وذلك لميل مؤلفة العمل شوندا ريميس إلى إنهاء حياة أبطالها واحدا تلو الآخر بطرق مأساوية تنغص القلب والروح.
2- "هاوس".. الطبيب العبقري غريب الأطوار
بدأ هيو لوري تجسيد شخصية دكتور "هاوس" بمسلسل حمل اسم (House M.D) عام 2004، ليستمر في تقديمها حتى 2012. وهي الشخصية التي منحته شهرته العريضة وجلبت له ثلاث جوائز غولدن غلوب مستحقة من أصل سبعة ترشيحات، بالإضافة إلى عشر ترشيحات لجائزة إيمي.
ورغم أنه قدم خلال المسلسل شخصية طبيب عبقري، لا يقف في وجهه أي لغز طبي مهما بدا غامضا، وينجح دوما في تشخيص كل الأمراض المستعصية، فإنه امتلك أيضا جانبا آخر جعله يظهر كطبيب سليط اللسان وشديد العقلانية، لا يملك أي ذرة تعاطف مع أوجاع من حوله من المرضى خصوصا والبشر عموما، بل ولا يملك أي اهتمام أو احترام لأفكار ومعتقدات الآخرين.
وعلى ذلك لم يستطع الجمهور كرهه مهما بدت ردوده لاذعة أو ساخرة، خاصة مع التطورات التي حدثت لشخصيته على مدار ثمانية مواسم هي عمر المسلسل.
وهو ما يبرر التقييم المرتفع الذي حصل عليه المسلسل من الجمهور والذي بلغ 8.7 نقاط على موقع "قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت" (IMDb) والأهم احتلاله المرتبة 102 ضمن قائمة الموقع نفسه لأفضل 250 مسلسلا بتاريخ الدراما.
3- "ماش".. سنحاربهم بالكوميديا
11 عاما و11 موسما عمر مسلسل "ماش" (M*A*S*H) الذي بدأ عرضه أوائل السبعينيات واستمر وصولا للثمانينيات، ليفوز بثماني جوائز غولدن غلوب ويمنحه الجمهور تقييما بلغ 8.4 نقاط، حسب ما ذكر على موقع "IMDb".
وحفل المسلسل بحبكة فنية جمعت بين الجرأة والواقعية في ظل الكثير من دراما الحروب المأساوية، وإن كان صناع المسلسل غلفوا هذه التوليفة بالكوميديا التي نجحت في تمرير العمل بكل ما به من صعوبات وتجارب قاسية دون استنزاف المشاهدين أو إشعارهم بهول الثقل الذي قد يجعلهم يعزفون عن المتابعة.
يُذكر أن أحداث المسلسل تدور داخل مستشفى جراحي عسكري متنقل بشكل يومي، يحاول جراحوه وأطباؤه إيقاف سيل الموت الذي يحيط بهم من كل اتجاه، والحد من المآسي التي تعكس أهوال الحرب الكورية.
وهو ما يفعلونه ليس فقط بصورة طبية، وإنما يعتمدون كذلك الكوميديا وخفة الظل كعلاج إنساني في محاولة منهم لمواجهة الحرب والموت بالضحك، عساهم ينجحون في حماية قلوبهم وقلوب من يشاركونهم تلك التجربة الصعبة من أن تنفطر.
aljazeera.net