كيف تتغلب على التسويف ؟
ينجز المماطلون عملهم في الوقت المحدد تمامًا، ربما يكون هذا مفاجئًا، لكن ما ليس كذلك، أن هذه الأعمال التي يؤدونها غالبًا ما تكون خالية من الجودة والإتقان، سنحاول في هذا المقال الإجابة عن سؤال: كيف تتغلب على التسويف؟ وما الذي يدفعنا أصلًا للمماطلة في أداء مهامنا المختلفة؟
إذا كنت مديرًا أو مسؤولًا عن مجموعة من الأشخاص وكان بعضهم مماطلًا فلا تتصور أن النقد والتجريح سيجدي معهم نفعًا، بل إن النتيجة ستكون عكسية تمامًا؛ فكل ما هنالك أنك تعزز، بسلوكك الخاطئ معهم، تلك الدوافع التي تدفعهم إلى المماطلة.
لماذا نسوّف؟
إذا أردنا تقديم إجابة شافية عن سؤال: كيف تتغلب على التسويف؟ فعلينا في البداية أن نعرف تلك الأسباب والدوافع التي تكمن وراء فعل كهذا.
وفقًا لوجهة نظر “Neil Fiore”؛ صاحب كتاب “The Now Habit”، فإن السبب الأساسي الكامن وراء التسويف هو الرغبة في إدراك الكمال، والنقد الذاتي، والتشكيك في القدرات، وجلد الذات الذي لا يرحم.
فالشخص الذي يرغب في الوصول بعمله إلى الكمال أو الذي يخلط بين عمله وذاته غالبًا ما يقع فريسة لهذا التسويف، لكن الأمر اللافت في الأمر هنا: أنه على الرغم من أن التسويف كان بسبب الرغبة في تجويد العمل إلا أن النتيجة النهائية هي تقديم عمل خالٍ من الجودة ولا يمت للجمال بصلة، ولذلك بين التسويف والوصول إلى الكمال علاقة تنافر. فإذا أردت أن تصل إلى الكمال فاعمل فقط، وركز على عملك لا على ذاتك، ولا تستسلم لسوط تأنيب الضمير.
وفي حال كونك مُنيت ببعض النقد، فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي، وإنما كن واعيًا بأن هذا النقد الذي وُجه إليك لم يكن سوى بسبب بعض ممارساتك الخاطئة، والتي إن غيرتها فسوف تنقلب الأمور لصالحك.
“المماطلة هي العادة التي تطورها لكي تتعامل مع القلق بشأن بدء أو إكمال المهمة”
هكذا يقول Neil Fiore.
دورة التسويف
لكي تعرف كيف تتغلب على التسويف؟ فاعرف دورته وأسبابه، وتتمثل هذه الدورة، وفقًا لـ Neil Fiore؛ فيما يلي:
1- ربط سعادتك وقيمتك بالمهمة
إذا أوجدت علاقة بين هذه المهمة التي عليك إنجازها في وقت محدد سلفًا وبين سعادتك وقيمتك الذاتية فغالبًا لن تنجزها أبدًا؛ إذ يعني فشلك فيها فشلًا ذاتيًا، في حين أنك أكثر قيمة من مجرد عملك.
2- وهم الكمال أو صعوبة المهمة
حين تُوكل إليك مهمة من المهام فلا تبالغ في تضخيمها، ولا تمنحها أكثر من حجمها، فهي في النهاية مهمة مثل أي مهمة أخرى، وبالتالي لا عليك سوى البدء في العمل فحسب؛ فحينئذ ستمسي هذه المهمة سهلة بل ستصغر في عينيك كذلك.
3- القلق يمنعك عن العمل
هذا القلق سلاح ذو حدين، فالمماطلون يجمدهم القلق، ويجلعهم لا يبرحون أماكنهم، لكن أفضل طريقة للتغلب على القلق وإذابة جبل جليده أن تعمل، اسأل نفسك: ماذا يجب أن أفعل الآن. وأنجزه على الفور.
4- المماطلة كهروب
كل من يخشى أداء مهمة من المهام الملقاة على عاتقه، أو من عدم إنجازها على الوجه الأمثل يقرر الهروب منها عبر المماطلة والتسويف، في حين أنه لا يفعل سوى مراكمة المهام فوق رأسه.
5- اللحظة الأخيرة كملاذ نهائي
ينظر المسوفون والمماطلون إلى اللحظة الأخيرة قبل موعد تسليم هذه المهمة أو تلك على أنها ملاذهم الآمن، صحيح أنهم سيؤدون ما عليهم من أعمال لكن ليس بشكل جيد ولا حتى مثالي. والآن ولكسر هذه الدورة عليك أن تبدأ قبل الموعد بخمس دقائق فقط وسترى أثر ذلك في عملك.