عناصر الإبداع.. أهمية التوازن بين الإدارة والابتكار
الإبداع عملية دينامية متكاملة، وهي، في الغالب، عبارة عن مراحل وخطوات بعضها مترتب على البعض الآخر، ولذلك فإن الحديث عن عناصر الإبداع هو، من حيث الأصل، حديث عن جوهر الإبداع بما هو فكر وممارسة.
يذهب بعض المتخصصين والدارسين إلى أن الإبداع نوعان: إبداع إداري، وإبداع فني. يتعلق النوع الأول بالتغيير في الهيكل الوظيفي، وطرق الإدارة، وتصميم الوظائف، وعمليات المنظمة، ونظمها الرقابية، بمعنى أن هذا النوع يأتي، في الغالب، من الأعلى إلى الأسفل، ودائمًا ما يكون من اختصاص كبار المدراء والتنفيذيين، والقرارات التي يتم اتخاذها من هذا الجانب تسري على كل من هم في أسفل السلم الوظيفي.
أما الإبداع الفني فهو ذاك النوع المتعلق بالعمل على تطوير المنتجات، وابتكار طرائق جديدة في الإنتاج، بالإضافة إلى تغييرات في فنون وأساليب الإنتاج. ويكون هذا النوع من الإبداع من اختصاص من هم في أدنى السلم الوظيفي، أي أن التغيير الناتج عنه يأتي من أسفل إلى أعلى.
فجوة الإبداع
وإذا نظرنا إلى هذين النوعين من الإبداع فسنجد أن الكثير من المؤسسات والشركات التجارية تستخدم وبكثرة النوع الثاني (الإبداع الفني) دون النوع الأول، وهو الأمر الذي يمكن تسميته «فجوة الإبداع»؛ إذ إنه من الواجب أن يكون هناك نوع من التوازن بين هذين النوعين من الإبداع ؛ حتى يمكن أن تؤتي هذه العملية الإبداعية أُكلها، وثمارها المرجوة.
ومن نافل القول إن المؤسسات التي تتمكن من ردم هذه الهوة والتغلب عليها هي التي تتمتع بأداء أفضل، وهي تلك المؤسسات التي تصل فيها معدلات كل من الإبداع ونسب الإنتاج إلى أعلى المستويات.
ليس هذا فحسب، بل إنه يمكن القول إن الإبداع الإداري أعم وأشمل من الإبداع الفني؛ فذهب البعض إلى أن الإبداع الفني ليس إلا أحد تجليات الإبداع الإداري بشكل عام، وتم النظر، بناءً على هذا الرأي، إلى الإبداع الفني بأنه تلك الناحية الجمالية التي يأخذها المنتج في شكله النهائي، وهو ذاك الأمر المتعلق بالتغليف أو ما إلى ذلك.
عناصر الإبداع
في الدراسات التي تتناول الإبداع والابتكار غالبًا ما يتم الإشارة إلى ستة عناصر أساسية للإبداع، وذلك على النحو التالي:
1- الإحساس بالمشكلة
لا يُعد تحديد المشكلة أولى خطوات التفكير العلمي فحسب، بل هو إحدى العلامات التي تدل على وجود شخص مبدع؛ فقد لا تكون المشكلة ظاهرة للجميع، ومن ثم فإن الوقوف على سبب الأزمة أول ملامح الإبداع.
2- وفرة الأفكار
وهنا يتعلق الأمر بالقدرة على توليد الكثير من الأفكار، ليس هذا فحسب، بل يتعين، في هذه المرحلة، تقبل الأفكار الجديدة، دون التشكيك فيها أو التقليل من قيمتها.
3- المرونة
الإبداع هو القدرة على النظر إلى الأشياء من منظور جديد، وترك الطرق التقليدية في التفكير، وأن يكون الأمر متعلقًا بالمرونة سواء في التفكير أو التطبيق.
4- الثقافة التنظيمية
وتعني العمل على صناعة مجموعة من الأفكار والقيم المشتركة بين جميع العاملين، وهو الأمر الذي يعني أن الجميع سيعمل في نفس المسار، وكذلك، وجود نوع من التناغم بين كل أعضاء الفريق.
5- التفكير الابتكاري
إنه العمل على صناعة أشياء جديدة ومبتكرة اعتمادًا على ما هو موجود، ومألوف، بالإضافة إلى أنه امتلاك القدرة على النظر إلى المعطيات والوقائع من منظور جديد ومخالف.