لماذا تفشل في إدارة وقتك ؟

إن الإجابة عن سؤال: لماذا تفشل في إدارة وقتك؟ هي نفسها سؤال عن كل ما يبعثر هَم الإنسان المعاصر، وعن جدوى ما يفعل في ظل هذا السيل الجارف من الرسائل التي تصله يوميًا، والأشخاص الذين يُفرض عليه التواصل معهم، ورسائل البريد الإلكتروني، وشتى أنواع وسائل التواصل الأخرى.
يُفهم من هذا أن هناك معوقات تحول بيننا وبين امتلاك أوقاتنا، وحُسن إدارتها، هذه المعوقات جزء منها يرجع إلينا نحن، أي إلى الطريقة التي نتعاطى بها مع الأحداث والمهمات المختلفة، وجزء آخر يرجع إلى معطيات الحياة المعاصرة ذاتها، وهو ما سنحاول بيانه في السطور التالية.

معوقات إدارة الوقت
إذا أردنا الإجابة عن سؤال: لماذا تفشل في إدارة وقتك؟ فلنبحث، أولًا، عن هذه الأمور التي تعرقل مسيرتك، وتحول بينك وبين امتلاك وقتك بشكل كافٍ، ويمكن الإشارة إلى هذه المعوقات على النحو التالي:

1- عدم وضوح الأهداف
إن لم يكن لديك هدفٌ تريد إنجازه، فلماذا ستشغل نفسك بإدارة وقتك؟! فمن لا هدف لديه لا أثر فاعل لوقته، بيد أن الأمر ليس مقتصرًا على هذا، بل ربما يكون لديك هدف ما ولكنه غير واضح، ولا يمكن قياسه بدقة كافية، هذا يعني أنك لن تدير وقتك بكفاءة وفعالية.
وعلى ذلك، فإن امتلاك هدف واضح ومحدد بدقة، ومن الممكن قياسه، إحدى أهم الوسائل التي يمكنها أن تساعد في تنظيم وقتك وحُسن إدارته.

2- غياب الخطة الزمنية المحددة
في حال امتلكت هدفًا واضحًا وجليًا، سيكون منطقيًا أن ينشأ عن هذا الهدف عدة مهام وظيفية، لكن الخطوة المهمة هنا هي تلك المتعلقة بتحديد مدة زمنية لإنجاز كل مهمة من هذه المهات.
وتظهر فعالية هذا التحديد الزمني في أمور جمة، لعل أبرزها أنه يمنحك فرصة لالتقاط الأنفاس عقب إنجاز كل مهمة من هذه المهام في توقيتها المحدد، وهو الأمر الذي يعني أنك لن تنسى أن تظفر لنفسك ببعض المتعة أثناء العمل أو بعده.

3- الافتقار إلى التنظيم
يرتبط التحديد الزمني للمهام الملقاة على عاتقنا بأمر آخر وهو ترتيب هذه المهام ذاتها من الأهم إلى الأقل أهمية أو العكس، فإذا رتبت مهامك بهذا الشكل، سيمكنك وقتئذ أداؤها بشكل منظم ودقيق.
فأنت الآن لا تملك فقط تقويمًا زمنيًا لمهامك، وإنما تعرف كذلك ما هي المهمة التي ستبدأ بها أولًا، وما هي تلك المهمة التي تُرجئها إلى النهاية. تُعتبر عملية التنظيم هذه مرشدًا أو دليلًا لك على طريق إنجاز مهامك المختلفة.

4- غياب خطة الطوارئ
تساعدنا خطة الطوارئ في التنبؤ بها، واستباق حدوثها، بل استشراف المستقبل من خلالها في بعض الأحيان، وفي حال غياب خطة الطوارئ الموقفية هذه سنخبط خبط عشواء في حال وقوع أمر طارئ غير محسوب حسابه.
ولا يتوقف الضرر على هذا التخبط فحسب، وإنما سيتسبب غياب هذه الخطة الخاصة بالطوارئ في هدم كل سلم أولوياتنا، والإضرار بالتدرج الزمني لمهامنا وأولوياتنا المختلفة.

5- التسويف
التسويف هو آفة الآفات كلها، وإنما ينبع ضرره من كونه يضر بكامل الخطة الخاصة بتنظيم الوقت؛ فكونك تؤجل عملًا ما حان وقت إنجازه يعني تراكم الأعمال والمهمات عليك وبالتالي لن تؤدي أيًا منها.
أما في حال إنجاز المهمام واحدة تلو الأخرى، فلن نشعر بهذا التكدس فوق رؤوسنا، ولن نستصعب أمرًا أو مهمة ما.