كيف تدير وقتك ؟
نجاح المرء في مهامه المختلفة ينبع من نجاحه في حُسن إدارة وقته؛ فالوقت هو المادة الخام لكل ما نفعل في هذه الحياة، وهو كذلك الشرط الأول، والواجب توافره حتى ننجز هذه المهمة أو تلك؛ ولذلك فإن السؤال عن النجاح يحمل، وفي العمق، فحوى السؤال التالي: كيف تدير وقتك؟
لكن هل الوقت يُدار؟ في الواقع، إن هذا الوقت أولى وأهم ما يجب أو يتعين علينا إدارته؛ فعلى نجاح هذه الإدارة أو فشلها تترتب أمور جمة في حياتنا الشخصية والعملية على حد سواء. يُفهم من هذا أن إدارة الوقت أمر ممكن، لكن كيف ذلك، كيف تدير وقتك؟ هذا ما سنحاول توضيحه فيما يلي:
خطوات إدارة الوقت
1- تحليل الوقت
إذا اتفقنا على أن الوقت مادة خام، مُعطى سلفًا، أي أنه هبة من نوع ما، فعلينا أن نحسن التعامل مع هذه المادة الخام التي تحت أيدينا؛ حتى نحقق، من خلالها، ما نريد.
وعلى ذلك، يتعين عليك أن تنظر إلى المهام المطلوب منك إنجازها، ومقارنتها بما لديك من وقت متاح لأدائها، ثم النظر في هذه المهام ذاتها، وترتيبها حسب أولويتها من الأعلى للأدنى أو العكس.
ليس هذا فحسب، بل يجب أن تعرف الأنشطة التي تهدر فيها وقتًا كبيرًا في حين أنها هي ذاتها غير ذات جدوى، فمن خلال ذلك يمكنك الحفاظ على المهدر من وقتك، واستخدامه فيما هو ذو جدوى.
2- تخطيط الوقت
اعرف ماذا تريد، وكيف تحقق هذا الذي تريده؛ فالسير بلا خطة وبشكل عشوائي لن يقودك إلى شيء، أما إذا عرفت ما تريد فسوف تستبين أمامك ملامح الطريق بشكل تلقائي. إن المقصود بتخطيط الوقت هو محاولة التنبؤ بالوقت المتاح خلال فترة زمنية مقبلة، والأعمال المطلوبة لإنجاز أهداف بعينها، وصياغة كل ذلك في ضوء الإمكانيات المتاحة.
وإذا تمكن المرء من تخطيط وقته فسيمسي من اليسير عليه أن يحقق أهدافه، ويصل إلى مطلوباته، ليس هذا فحسب، بل إنه سيكون في مأمن من كل العوامل الخارجية والأحداث الطارئة التي قد تعيق سيره، وتعرقل طريقه.
3- نفّذ الآن
طوال المراحل والخطوات السابقة كان عملنا مقتصرًا على التفكير النظري المجرد، أي أننا كنا نعبئ البندقية بالذخيرة قبل إطلاق الرصاص. لكن الآن حان أوان العمل/ التنفيذ الفعلي لما أسهبنا في التخطيط له وتحديده من قبل.
وفي هذه المرحلة، ثمة أمر من الواجب الإشارة إليه أو التحذير منه _إن أردت الدقة_ وهو أن أول خطوة في تنفيذ أي عمل هي الأصعب على الإطلاق، لكن لا تجعل ذلك يثنيك عن العمل؛ فبعد هذه الخطوة ستتوالى الخطوات تباعًا.
4- تابع ما تقوم به
التنفيذ وحده ليس كافيًا، بل يتعين علينا أن نقف، ولو مرة واحدة كل أسبوع، لنتأمل ما حققناه من نتائج، وما لم نستطع تحقيقه، وإنما تنبع أهمية هذه المتابعة من كونها تعطيك الفرصة لتعرف مدى التقدم في تنفيذ الخطة التي وضعتها لنفسك من قبل، وما هي الإخفاقات التي وقعت فيها؛ لكي تتمكن من تدارك هذه الأخطاء فيما هو قادم.