محتويات
- حياة فيكتور فرانكل المبكرة
- كتاب فيكتور فرانكل
- مساهمات فيكتور فرانكل في علم النفس
- ميراث فيكتور فرانكل
- فيكتور فرانكل والعلاج بالمعنى
- الانتقادات الموجهة لـ فيكتور فرانكل
فيكتور فرانكل، ولد في 26 مارس 1905، في فيينا ، في دولة النمسا ، وهو طبيب ومعالج نفسي ، اشتهر بنهج نفسي معروف ، وقد أطلق عليه أسم ” العلاج المنطقي ” ، وفي الواقع يعتبر أساس نظرية فيكتور فرانكل هو الدافع الأساسي للفرد ، حيث أن الانسان يستنفذ حياته بحثًا عن المعنى في الحياة ، وقد استطاع فيكتور فرانكل أن يوضح أن الغرض الأساسي من العلاج النفسي ، هو مساعدة الفرد في العثور على هذا المعنى ، وكان دومًا يفكر بعمق في الحياة البشرية من حوله . [1]
حياة فيكتور فرانكل المبكرة
كان والد فرانكل موظفًا حكوميًا في فيينا ، وأظهر فيكتور فرانكل اهتمامًا مبكرًا بعلم النفس ، وحتى في المدرسة الثانوية أختار أن يدرس علم النفس والفلسفة ، وفي فترة المراهقة أرسل إلى سيجموند فرويد عدة مراسلات ، وطلب منه العديد من المرات أن يسمح له بنشر أوراق له ، وأختار فيكتور فرانكل ان يدرس الطب في كلية الطب بجامعة فيينا ، وهناك درس فيكتور فرانكل العديد من النظريات ، وألقى أولى محاضراته عن علم النفس الفردي .
بعد أن حصل على شهادة الدكتوراه في الطب في عام 1930 ، عمل فيكتور فرانكل في مستشفى شتاينهوف للأمراض النفسية في فيينا ، وفيما بعد أسس عيادة خاصة ، وبعدها أصبح رئيسًا لأمراض الأعصاب في مستشفى روتشيلد في فيينا ، وخدم هناك اليهودية، وكان فيكتور فرانكل معاديًا للسامية ، وهذا أدى بدوره إلى اعتقال فيكتور فرانكل هو وعائلته في عام 1942 ، وتوفى والده هناك ، ومع الأسف توفوا كل عائلته في المعتقل ، وهذا أبرز في داخل فيكتور فرانكل الكثير من المعاني التي تخص الحياة . [1]
كتاب فيكتور فرانكل
كتب فيكتور فرانكل كتاب أطلق عليه ” بحث الرجل عن المعنى ” ، وهو كتاب رائد في المجال ، ومن خلال هذا الكتاب استطاع ان يشرح وجهة نظره عن العيش خلال المحنة ، وحكى فيه عن حياته داخل معسكر الاعتقال ، وكيفية بقائه على قيد الحياة ، وكان فيكتور فرانكل أستاذًا في علم الأعصاب والطب النفسي في جامعة فيينا ما بين عامي 1948-1990 ، كما أنه أدار قسم الأعصاب في مستشفى فيينا الطبي ما بين عامي 1946 و1970 وطوال حياته المهنية ، نشر فيكتور فرانكل العديد من الكُتب ، كما أنه حصل على الدرجات الفخرية وألقى محاضرات في جميع أنحاء العالم ، وعمل فيكتور فرانكل كأستاذ زائر في جامعات مختلفة مثل جامعة هارفارد وغيرها . [2]
مساهمات فيكتور فرانكل في علم النفس
قد استشهد فيكتور فرانكل على نطاق واسع في أبحاثه وكتبه بالبحث عن المعنى في الحياة ، وقد قسم هذا البحث إلى ثلاثة مراحل هامة وهي :
- الصدمة أو الإنكار .
- اللامبالاة تجاه الآخرين .
- انتحال الشخصية ، والمرارة ، والتشويه الأخلاقي ، وخيبة الأمل لدى الناجين . [2]
وجادل فيكتور فرانكل كثيرًا بشأن إيجاد المعنى في الحياة اليومية التي مر بها في المعتقل ، وأوضح كيف تمكن الناجين من الصدمات التي تعرضوا لها ، وكيف استطاعوا تجنب المرارة ، واللامبالاة التي كانت نتيجة التعذيب ، والسجن ، والصدمات الطويلة ، وشجع الأشخاص الذين تعرضوا للصدمات أن يفكروا بطريقة إيجابية ، وأن يفكروا في الأشخاص الذين يشجعونهم على تحقيق أمالهم .
اعتقد فيكتور فرانكل أن المعنى الحقيقي للحياة يأتي من خلال الإبداع ، والعمل ، والتفاعل البشري ، والخبرة ، وقد اعتمد في فلسفته على نظريات الفيلسوف سورين كيرك غارد حيث كان هو الأخر يعتقد أن الدافع الرئيسي للحياة هو البحث عن المعنى ، وليس أي شيء آخر ، وعلى عكس ما كان يظنه فرويد أن الدافع الأساسي في الحياة هو المتعة ، وأسس فيكتور فرانكل العلاج المنطقي ، والذي يعتبر شكل من أشكال العلاج الوجودي الذي أكد على أن الناس لديهم القدرة على العثور على معنى في أي شيء يفعلونه . [2]
ميراث فيكتور فرانكل
خلال حياته المهنية كأستاذ في علم الأعصاب والطب النفسي ، كتب فرانكل 30 كتابًا ، وألقى محاضرات في 209 جامعات في خمس قارات، وهذا يعتبر شيء رائع في مسيرة أي فيلسوف ، كما أنه حصل على 29 دكتوراه فخرية من جامعات حول العالم ، وكان أستاذا زائرا بجامعة هارفارد وستانفورد ، واستطاع أن يؤسس المدرسة الثالثة بعد التحليل النفسي لفرويد ، وعلم النفس الفردي ألفريد أدلر . [3]
فيكتور فرانكل والعلاج بالمعنى
يعتقد فرانكل كثيرًا فيما يسمي بـ ” إرادة المعنى ” ، حيث أنه مؤمن برغبة الانسان في العثور على معنى الحياة ، وجادل كثيرًا في أن كل شخص يجب أن يحصل على معنى للحياة حتى في أشد الظروف بؤساً ، وكان مؤمن بأنه يمكن اخذ أي شيء من الرجل ماعدا حريته الإنسانية ، وكان هذا الكلام وفقًا لتجاربه في المعاناة ، وموقفه في إيجاد المعنى من خلال هذه المعاناة ، واعتقد فرانكل أنه في الكثير من الأحيان لا نستطيع تغيير وضع ما لذلك نكون مضطرون لتغيير أنفسنا . [3]
تم نشر أكثر من 1700 ورقة تجريبية ونظرية حول العلاج المنطقي ، وتم تطوير أكثر من 59 أداة قياس حول هذا الموضوع ، في حين أن عمل فرانك المبكر تضمن دراسات حالة ، فقد تطور هذا في النهاية ليشمل تفعيل مفاهيم ، وتقديرات الفعالية السريرية ، وبعبارة أخرى ، آمن فرانكل بالبحث التجريبي وشجعه .
بشكل عام ، وليس من المستغرب ، هناك أدلة على أن المعنى في الحياة يرتبط بالصحة العقلية الأفضل ، ويقترح أن هذه المعرفة يمكن تطبيقها في مجالات مثل الرهاب ، والألم ، والذنب ، والحزن ، وكذلك لاضطرابات مثل الفصام ، والاكتئاب ، وتعاطي المخدرات ، والإجهاد بعد الصدمة ، والقلق .
الانتقادات الموجهة لـ فيكتور فرانكل
واجه فيكتور فرانكل بعض الانتقادات بدون شك ، حيث قد شعر البعض أنه استغل وقته في المعتقلات ، وروج لعلاجاته النفسية ، بينما انتقده آخرون أنه قد تلقى دعمه من الزعماء الدينيين ، وأنه قام بتجنيد وزراء وعلماء نفس للعمل معه ، وهناك من تحدى أفكاره ففي عام 1961 ، تحداه عالم النفس رولو ماي ، والذي كان مسؤولا عن الحركة الوجودية في الولايات المتحدة .
قال عالم النفس رولو ماي أن علاج فيكتور فرانكل المنطقي هذا يدعو إلى الاستبداد حيث أن المعالج لا يجب أن يملي حلولًا على المريض ، وأنه يجب ترك المريض يجد حلول للمشاكل بنفسه ، ورأى أن علاجه هذا به القليل من التعجرف. [3]
وفي النهاية نجد أن مرونة فيكتور فرانكل الرائعة الناتجة عن تجاربه التي تعرض لها في المعتقل أخرجت من داخله الحزن الذي قاده إلى نظرياته ، حيث أنه رأى في المعتقل الكثير من محاولات الانتحار ، وفي الواقع ان نظرياته هذه ساعدت الكثير من الشباب والمراهقين ، حيث أنه حث على الحياة بصورة جديدة من خلال العلاج المنطقي .