الروتين الصارم.. كيف يساعدك في تنظيم وقتك ؟
تنطلق Jocelyn K. Glei؛ مؤلفة كتاب”Manage Your Day-to-Day” في تأسيس وبسط أطروحتها الخاصة بـ الروتين الصارم من منطلق واقعي لكن استنتاجاتها وتوصياتها غير مألوفة بالمرة، فهي مثلًا تدرك، كما نحن جميعًا، نتعرض لإلهاءات يومية وبشكل لا يرحم، لا سيما في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تقول إن هذا الإبداع يأتي من التنظيم الدقيق والصارم وليس العكس، وهي هنا تغرد بعيدًا عن السرب.
فأغلب الذين تطرقوا إلى قضايا، مثل: معدلات الإنتاج، والإبداع.. إلخ، كانوا يرفضون فكرة الروتين الصارم ، سوى أن Jocelyn K. Glei تصر على العكس، وتستعين في ترسيخ وتدعيم وجهة نظرها بآراء الكثير من المبدعين والمفكرين من أمثال مارك ماكوينيس؛ مؤسس شركة Behance، وخبير الاقتصاد السلوكي دان أريلي Dan Ariely.
تقبل الواقع أولًا
لديك أفكار كثيرة ومبتكرة كذلك، تريد أن تفعل الكثير لكنك لا تفعل، في النهاية، يجب أن تعترف بهذا أولًا، وأن تكف عن تقديم الاعتذارات لنفسك أو للآخرين، فأشد درجات الفشل أن نسعى لتبريره.
لكن، وفي ذات الوقت، تعرّف على إمكانياتك الحقيقية، وقدراتك الواقعية؛ فمن خلالها ستتمكن من تحديد ما الذي يمكن فعله وإنجازه. وفي حال أنك فعلت ذلك، فعليك أن تبدأ يومك بالمهام الأساسية والضرورية، أي عليك أن تبدأ بالأكثر أهمية، ولا تستسلم للإغراءات والإلهاءات الجمة التي تعترض طريقك كأن تتفقد بريدك الإلكتروني مثلًا.
ومن النصائح والإرشادات التي تقدمها Jocelyn K. Glei أن نستسلم أكثر لإلهامنا وحماسنا الداخلي، وألا نُسلّم أنفسنا للوسائط التكنولوجية المختلفة؛ كي لا تشغلنا عن مهامنا الأساسية والمحورية.
وإذا قررت ما هو المهم أو الأكثر أهمية بالنسبة لك خلال هذا اليوم، فمن المتعين عليك في الوقت ذاته أن تتعلم فن تجاهل كل ما هو غير مثمر أو ذو جدوى؛ فإذا فعلت ذلك ستجد أن لديك الكثير من الوقت يمكن أن تفعل فيه الكثير.
أنشئ روتينك الصارم!
وإذا كانت Jocelyn K. Glei تحدثت عن جدوى وأهمية الروتين الصارم ، فإنها، وفي الوقت ذاته، أشارت إلى مجموعة النصائح التالية؛ حتى تتمكن من أداء مهتك بنجاح، فما هي نصائح Jocelyn؟ سنحاول في الجزء التالي الإشارة إلى بعض هذه النصائح، وذلك على النحو التالي:
1- إبدأ بالأهم
رتّب المهام الملقاة على عاتقك في هذا اليوم، وحدد ما هو الأهم منها ثم الأقل الأهمية، وبعدها ابدأ بالأمر العظيم؛ فذلك سيجعلك تمنح أكبر قدر من الطاقة والتركيز لهذا العمل المهم، وهو الأمر الذي يجعلك تؤديه على أكمل وجه.
2- استعن بما يعينك
وأنت مقبل على أداء إحدى مهامك اليومية الروتينية _سواءً كانت عظيمة أم لا_ لا تنس أن تستعين ببعض الأشياء التي تعينك على أداء هذه المهمة من جهة، والتي ترسّخ لديك هذه العادة، أي عادة القيام بمهامك في الوقت المناسب بل المحدد لها كذلك، من جهة أخرى.
3- واظب على التكرار
وذلك من خلال الالتزام بمهمة طويلة على مدى فترة زمنية كبيرة؛ فأمر كهذا سيدفعك إلى إنجازها، لا سيما أن متابعتك لما أنجزته منها سابقًا سيدفعك إلى الانتهاء منها.
4- توقف قليلًا
لكي لا يفتر حماسك، أو تضعف همتك كن حريصًا على أخذ قسط من الراحة ولو كل 90 دقيقة من العمل المتواصل؛ فهذه الاستراحة القصيرة ستعيد شحن طاقتك من جديد، وتجعلك تعود إلى عميلك صافي الذهن، متوقد القريحة.
5- انعزل بعض الوقت
كن حريصًا على أن يكون هناك وقت مخصص لك أنت وحدك؛ تستعيد من خلاله صفاء ذهنك، وترتب فيه أولوياتك ومهامك العاجلة، وستجد أثر ذلك عندما تعاود العمل من جديد.
6- لا تعتمد على مزاجك
اعمل فقط، وفي الوقت المحدد للعمل وإنجاز المهام، ولا تعتمد على مزاجك؛ فقد لا يسمح لك بالعمل! لكن إن عملت وأنتجت فسيتغير مزاجك، وستكون في وضع ومزاج العمل؛ لذا لا تكف عن إنجاز مهامك في الأوقات المحددة لها.