محتويات
- مفهوم حقوق الإنسان
- اهمية حقوق الانسان
- خصائص حقوق الإنسان
- تاريخ حقوق الإنسان
- حقوق الإنسان في القرن العشرين
- ولادة هيئة الأمم المتحدة
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
حقوق الإنسان عبارة عن مجموعة كبيرة من الحقوق الأساسية التي يحصل عليها الفرد على مدار حياته، وقد زادت أهمية تلك الحقوق بازدياد التطور الإنساني، لذا نجد أن مفهوم حقوق الإنسان قد اتسع خلال السنوات الماضية، خاصًة بعد ظهور منظمات حقوقية متعددة تطالب بتطبيق العديد من الضوابط، لعيش الإنسان حياة أفضل، حرصًا على تطبيق العدالة والحرية، تلك المبادئ التي دعا إليها مئات الأشخاص ممن ألهموا العالم على مر العصور.
مفهوم حقوق الإنسان
مفهوم حقوق الإنسان (باللغة الإنجليزية: Human Rights)، يعبر عن مجموعة من الحقوق التي تلازم جميع البشر على مدار حياتهم، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين أو اللغة أو الجنسية، باختصار فهذا المفهوم يتجرد من أي اعتبارات لم يختارها البشر.
تشمل حقوق الإنسان مجموعة من العناصر، لكن أساسها يتمثل في الحق في الحياة والحرية، والتحرر من كافة أنواع العبودية أو التعرض للتعذيب، كما تشمل حقوق الإنسان الحق في التعبير عن الآراء من دون قيود، بالإضافة إلى الحق في العمل والتعليم، وغيرها من الحقوق الأخرى التي يتم إعطائها للفرد، دون النظر إلى الاعتبارات المادية، ودون التمييز بين الأفراد على أسس قد وضعها البشر.
يذكر أن المبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها حقوق الإنسان هي مبادئ ثابتة، غير قابلة للنقاش أو التمييز، فهي متوفرة لكل شخص على وجه الأرض، لمجرد كونه إنسان فقط دون الاعتبارات الأخرى. [1]
اهمية حقوق الانسان
تتلخص أهمية حقوق الإنسان في الاتي:
- تعكس حقوق الإنسان الحد الأدنى من المعايير اللازمة للعيش بكرامة.
- تقوم حقوق الإنسان بمنح البشر حرية اختيار طريقة المعيشة التي يفضلونها بشكل كامل.
- تكفل حقوق الإنسان الحق لكل فرد في التعبير عن نفسه بالشكل الذي يختاره.
- تتيح حقوق الإنسان لأفراد المجتمعات حرية اختيار نوع الحكومة والمجلس الذي يمثله لدى الدولة.
- تضمن حقوق الإنسان الوسائل اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للبشر مثل الطعام والسكن والتعليم.
- ضمان الحياة والحرية والمساواة والأمن لكل إنسان.
- تمكين الإنسان من الاستفادة من كافة الفرص المُقدمة إليه للحصول على كافة حقوقه.
- تحمي حقوق الإنسان كل فرد من سوء المعاملة التي قد يواجها من قبل القوى الأكثر سيطرة.
- تمكين كل إنسان من التعرف على قدراته الشخصية، والاستفادة منها بصورة كاملة، مثل الذكاء والموهبة والضمير وإرضاء الشغف الشخصي، وغيرها من القدرات الأخرى التي تميز كل إنسان عن غيره.
- ضمان حرية التعبير عن الرأي.
- ضمان التخلص من كل أنواع العبودية والتعذيب الذي كان يتعرض له الإنسان بعصور ما قبل تطبيق الحقوق. [2]
خصائص حقوق الإنسان
تتسم حقوق الإنسان بمجموعة من الخصائص الأساسية، تلك الخصائص التي لم تتغير منذ بدء تطبيق الحقوق حتى اليوم، فهي تعتبر حجر الأساس الذي تعتمد عليه المنظمات الحقوقية العالمية.
- الملازمة والتأصل: حقوق الإنسان ملازمة لكل إنسان منذ مولده حتى وفاته، إذ لا يتم شرائها أو توريثها أو اكتسابها، فهي تولد مع الإنسان لمجرد كونه إنسان، مع عدم التأثر بأي اعتبارات أخرى.
- الجوهرية: تعتبر حقوق الإنسان حقوق أساسية وجوهرية، فبدونها تكون حياة الإنسان وكرامته لا معنى لها.
- غير قابلة للتصرف: حقوق الإنسان من الحقوق الغير قابلة للتصرف، أي لا يمكن لأي فرد سلب حقوق غيره أو حرمانه منها، على الرغم من عدم اعتراف بعض الدول بمعظم الحقوق، على سبيل المثال عند ممارسة العبودية في بعض الدول، لا يزال لدى العبيد حقوقهم الكاملة في التخلص من ذلك بمساعدة المنظمات الحقوقية في العالم.
- غير قابلة للتقييد: حقوق الإنسان من الحقوق الغير قابلة للتقييد، ولا يمكن أن تضيع حتى إذا فشل الإنسان باستخدامها أو تأكيدها مع مرور الوقت.
- غير قابلة للتجزئة: حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة أو للانقسام، كما أنها لا تُنكر في حالة التمتع بحقوق أخرى، فالعيش بكرامة وحرية أمر يحدث لجميع البشر، من كافة البلاد والأديان والأعراق والأجناس المختلفة.
- عالمية التطبيق: تطبق حقوق الإنسان على الصعيد العالمي، من أصغر بقعة إلى أكبر بقعة بالأرض، فهي قابلة للتنفيذ دون اعتبار للحدود الوطنية، أو للأصول الشخصية والحالة والمكانة الاجتماعية.
- التكامل والتكاتف: حقوق الإنسان تتسم بالترابط والتكاتف إلى أبعد الحدود، وهذا يجعلها غير قابلة للفصل، أي لا يمكن ممارسة أحدها من دون تحقيق الآخر. [3]
تاريخ حقوق الإنسان
على الرغم من الاعتراف بحقوق الإنسان منذ فترة غير بعيدة؛ إلا أن تاريخ تلك الحقوق كان يسبق الاعتراف به منذ زمن بعيد، بينما ملكية الإعلان جاءت صريحة عقب الحرب العالمية الثانية، التي كانت محفزًا لكي تصبح حقوق الإنسان تحت الأضواء، إذ قام القرآن الكريم بالاعتراف بحقوق الإنسان قبل إعلان الدول عنها، ولم يكن القرآن الكريم هو المُعترف الأوحد بتلك الحقوق، بل اعترف بها الكتاب المقدس، وكتاب الهندوس والكونفوشيوس بالإضافة إلى كتاب حمورابي البابلي بمجموعة كبيرة من تلك الحقوق.
إذ يمكن تلخيص تاريخ حقوق الإنسان فيما يلي:
حقوق الإنسان في القرن العشرين
كانت وثائق القرن العشرين بمثابة حجر أساس لحقوق الإنسان المتعارف عليها حاليًا، تلك الوثائق التي أكدت على الحقوق الفردية، ولعل الميثاق الأعظم ” ماجنا كارتا ” كان بداية لمشوار الحقوق الإنسانية بالعالم، وقد تبع الماجنا كارتا إعلان الحقوق الإنجليزي، من ثم الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان، وقد تبع ذلك دستور الولايات المتحدة الأمريكية لعام 1791، فجميع تلك المواثيق كانت مقدمة للعديد من وثائق حقوق الإنسان المتبعة اليوم.
يذكر أن مواثيق القرن العشرين لم تمكن الجميع من الحصول على الحقوق ذاتها، الأمر الذي تطور على مر العصور ليضمن حياة كريمة لجميع البشر، وعدم الاقتصار على فئة محددة، مما ضمن لثورات العالم حق تقرير المصير بناءً على مفهوم حقوق الإنسان العالمي.
ولادة هيئة الأمم المتحدة
تم طرح فكرة هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عقب الحرب العالمية الثانية، بعد أن قامت ألمانيا النازية بقتل أكثر من 6 ملايين يهودي، إذ جرت المحاكمات بعد الحرب العالمية الثانية وعوقب مسئولون من الدول المهزومة على ارتكاب جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية والسلام بشكل عام.
حيث التزمت الحكومات بميثاق إنشاء هذه الهيئة الموكلة بحقوق الإنسان، على أن يكون هدفها الأساسي تعزيز السلام الدولي، ومنع نشوب الصراعات المختلفة بين الشعوب، وذلك حتى يضمن الشعوب حقهم في الحرية والمساواة والتعبير عن الأفكار والآراء، والتخلص من مفاهيم العبودية والتعذيب التي جرت قديمًا.
يذكر أن الإعلان عن المبادئ الجوهرية لحقوق الإنسان قد جاء في خطاب الاتحاد بعام 1941، إذ ألقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت خطابًا رسميًا أعلن من خلاله عن 4 حريات أساسية:
- حرية التعبير.
- حرية الدين.
- التحرر من العبودية.
- التحرر من الخوف.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
تعهدت الدول الأعضاء للأمم المتحدة بتعزيز احترام حقوق الإنسان، ولتحقيق هذا الهدف بشكل كامل قامت الهيئة بتحرير قطاع خاص لرعاية تلك الحقوق، سمي هذا القسم (لجنة حقوق الإنسان)، إذ تم تكليف تلك اللجنة بعمل وثيقة رسمية توضح الحريات والحقوق المنصوص عليها بالميثاق.
وفي ديسمبر من عام 1948 تم تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل 56 دولة من أعضاء هيئة الأمم المتحدة، إذ تم التصويت بالأغلبية على الرغم من امتناع 8 دول عن التصويت، ليصبح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذو تأثير كبير، وقد أدرجت مبادئها في أكثر من 185 دولة حتى الآن بالأمم المتحدة.