النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

اقتصاد الانتباه.. الوقت كصيد ثمين!

الزوار من محركات البحث: 2 المشاهدات : 282 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,310 المواضيع: 79,011
    التقييم: 20705
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات

    اقتصاد الانتباه.. الوقت كصيد ثمين!



    اقتصاد الانتباه.. الوقت كصيد ثمين!

    إن السلعة الأساسية التي تتنافس منصات التواصل الاجتماعي عليها هو وقتك كمستهلك/ مستخدم لها، ومن هناء جاء حديث Brian Solis؛ خبير الأنثروبولوجيا الرقمية عما أسماه اقتصاد الانتباه ؛ بمعنى أن هذه المنصات تعمل، عبر تكنيات ووسائل وأدوات إلهاء مختلفة، على جذب انتباهك إليها وقضاء أطول وقت عليها.
    إن هدف القائمين على اقتصاد الانتباه ذاك هو أسرك لدى منصات التواصل الاجتماعي، وإبقاؤك مستهلكًا لها لأطول فترة ممكنة، لكنهم يفعلون ذلك، ليس بطرق عادية أو تقليدية، وإنما يستخدمون أحدث ما توصلت إليه العلوم العصبية؛ كي يتمكنوا من تحديد الثغرة التي سيعبرون إلى وعيك من خلالها.
    والمستهلك الشره لهذه المنصات لا يحصل على أي نوع من السعادة، بل إنه يدفع ثمن إدمانه على هذه الوسائط بالعملة النادرة، فهو، على سبيل المثال، يُصاب بقلة التركيز، وتشتيت الانتباه، وفقدان القدرة على الإبداع.

    ليس هذا فقط، بل يصل الأمر، في بعض الأحيان، إلى الانتحار، وهذا أمر منتشر، وفقًا لـ Brian Solis، بين المراهقين.
    وعلى ذلك، فنحن تم أسرنا لدى هذه الوسائط التكنولوجية المختلفة، وما علينا سوى أن نأخذ نفسًا عميقًا، ونقرر العودة إلى ذاتنا من جديد، وأن نسعى إلى استملاك وقتنا _ذاك الذي لا نملك أثمن منه_ مرة أخرى وأن نكون سادة عليه.
    يقول Brian Solis:
    “لم نفقد قدرتنا على التركيز على الإطلاق. نحن بحاجة فقط لاستعادتها”.
    الإلهاء الرقمي: هل من سبيل لحياة سعيدة؟
    لئن كانت عالمة الاجتماع Sherry Turkle أسهبت _في غير واحد من كتبها مثل life on the screen و the second self_ في التحليل الاجتماعي لتأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في وعينا وحياتنا الخاصة، فإن الأنثروبولوجي Brian Solis يتقدم خطوة أخرى إلى الأمام، فهو لا يتحدث فقط عن الإلهاء الرقمي ولا يستمر في كيل الاتهامات للوسائط التكنولوجية الحديثة، وإنما يرسم طريقة لعيش الحياة بسعادة، ولنكون أكثر إنتاجًا في العمل.
    لكن ما يمكن استنتاجه من هذه الكتابات التي تأتي من منابع مختلفة: علم النفس، الأنثروبولوجيا، علم الاجتماع.. إلخ، ومن هذا الكم الهائل من الأدبيات في الصدد، هو أن إنسان العصر الراهن ليس سعيدًا، بل مشتت، مبعثر الهم، مهشم الذات.
    سوى أن هذا المُعطى، إن سلمنا بصحته، فيجب أن يضع على كاهلنا مسؤولية من نوع فريد، وهو تلك المسؤولية المتعلقة بالعمل على اجتراح أسلوب أو طريقة للعيش بسعادة، وهنا يأتي خبير الأنثروبولوجيا الرقيمة ليضع لنا في كتابه “lifescale” أطروحته الخاصة، لكن قبل أن يفعل ذلك، يشير إلى الإلهاء الرقمي بوصفه بيت الداء، والسبب الأساسي وراء تعاسة إنسان القرن الحادي والعشرين.

    وعلى ذلك، إذا أردت أن تكون سعيدًا، فعد أدراجك مرة أخرى إليك، إلى نفسك، واسأل: ما الذي أفعله في/ بـ وقتي؟ وساعتئذ ستعرف طريق السعادة، إن امتلكت الجرأة والرغبة في أن تمتلك وقتك بالفعل.
    وهم تعدد المهام!
    إن الدماغ البشري غير قادر، بأي حال من الأحوال، على فعل أمرين في وقت واحد، إنه غير مهيأ لذلك أصلًا؛ فكل ما يفعله هو التنقل من مهمة إلى أخرى، من نشاط إلى آخر، أي تبديل المهام والمناوبة بينها.
    لكن المشكلة الكبرى تكمن في أننا نحاول _وتحت ضغط تكنيات اقتصاد الانتباه المختلفة وتلاعب القائمين على الوسائط التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي_ أن نهرب من أعمالنا ومهامنا الموكلة إلينا إلى هذه الوسائط، وعناصر الإلهاء الجمة المحيطة بنا.
    وكانت Sherry Turkle بارعة وذات بصيرة ثاقبة حين أشارت في كتابيها “life on the screen” و”the second self” إلى أن هذا التعرض للإلهاء أو حتى الخضوع له بشكل طوعي هو هروب وليس أكثر.

    فحين تترك مهمة وظيفية منوط بك أداؤها، أو حتى تؤجلها، وتذهب لتتصفح “فيسبوك” أو “تويتر”.. إلخ ، فإن ما تفعله، في الحقيقة، هو الهروب من هذه المهام، والخوف من الفشل فيها.
    وعلى ذلك، يمكننا أن نستنتج، وببعض الثقة، إلى أن ثمة علاقة بين الفشل وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبين عدم الثراء الروحي وإدمان هذه الوسائط المختلفة؛ فالمرء الذي ليس لديه ما يفعل، أو يخشى أداء هو موكل إليه من أعمال، أو ذاك الخاوي من أي معنى، ومن كل ثراء روحي، تراه ينفق وقته في مطالعة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

    إن النصيحة التي يسديها Brian Solis حيال هذا النوع من الإلهاء، والإسراف في إهدار الوقت، هي أن يتدرب المرء على التركيز، والاستغراق الكلي في المهمة التي يؤديها حاليًا، ولو لمدة 25 دقيقة فحسب، على أن يداوم على ذلك، ويزيد من هذه المدة بين حين وآخر.

    قلب الطاولة أو إعادة التفكير في المعضلة
    إذا كانت الفكرة التي طُرحت من أجلها فكرة اقتصاد الانتباه هي تلك المتعلقة باستثمار الشركات التكنولوجية المختلفة في انتباه المستهلكين لها، فإنه من الواجب علينا _نحن الذين يتم الاستثمار في انتباههم_ أن نتحكم في وقتنا، وأن نعيد توجيه اهتمامنا لما هو نافع ومجدٍ.
    ومن هنا كان ربط Brian Solis بين تركيز الانتباه على النافع والمجدي وبين الحياة السعيدة، والثرية، والمفعمة بالمعنى، ليس هذا فحسب، بل زيادة الإنتاج في العمل، ورفع معدلات الإبداع كذلك، إن الأمر برمته الآن أمسى متروكًا لدينا، لنمتلك وقتنا الخاص أو نظل خاضعين للتلاعب والإلهاء.

  2. #2
    من اهل الدار
    سجاد محمد
    تاريخ التسجيل: October-2016
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,067 المواضيع: 8,224
    صوتيات: 50 سوالف عراقية: 102
    التقييم: 12629
    مزاجي: جيد
    المهنة: digital media
    أكلتي المفضلة: مقلوبة - السمك
    موبايلي: Samsung S24 Ultra
    مقالات المدونة: 21
    يسلموا ثامر حبيبي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال