وحدة الشهود هو تعبير صوفي يدل على الإقرار بوحدة الموجودات القابلة للشهود.
لبلوغ المعنى لابد من العروج على مفهوم ثار لقرون عدة بالعرفان الإسلامي قبل محيي الدين بن العربي إذ خص مفهوم وحدة الوجود في كلمات وصفت الحلول، اللإتحاد وعدم التفرقة بين الله وغيره من الموجودات
.يبقى هدا المفهوم حالة من حالات الارتقاء والتصور الصوفي، فالوجود واحد والكثرة لا وجود لها، الوجود حقيقة ذات مراتب تختلف حسب قربها وبعدها من الخالق
الوجود بالاصطلاح الفلسفي يساوي مطلق الواقع وهو المقابل للعدم وحسب الاصطلاح فهو نقيضه وببعض الأحيان يرمي المصطلح إلى نفي الوجود إلا عن الله تعالى كما رمي عن ذلك الشيخ النابلسي في القصيدة الشهيرة التي أسماها القراء بالشطحية (الشطح هو أن تغيب كل منطقية المادي)و هدا شبيه لقول بن العربي إن زعم أنه أحد المتصوفيين المستثمرين للفلسفة الإغريقية أمثال أفلاطون وأرسطو.
يرى أهل البيت على أنه في هذا الاعتقاد شيء من الكفر بل الكفر بعينه وهذا نفس طرح فضيلة الشيخ عبد الرحمان عبد الخالق، إذ أن وحـدة الوجود تستلزم الحلول والاتحاد و كلاهما باطل.هكذا فلسفة أهل البيت التي تتجلى في مفهوم الحكمة لقوله تعالى"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الأَلْبَابِ" البقرة 269. لغير القول أن وحدة الشهود مفهوم يتجلى في التفكر بخلق الله في المنظومة السامية والتناسقية السلسة التي وبدون شك تشبع الروح يقينا وإيمانا بوجود الحــــق.فلانظام بدون ترتيب.