اثر .. اللطف !! ( ٥ )
-يكولون : ليس اللطف الإلهي علّة تامّة تجبر المكلَّفين على فعل الطاعة وترك المعصية ؛ بل اللطف عبارة عن "بعث" و"تحفيز" فقط ..
- شنو معنى هذا الكلام ؟
- يعني : اللطف الإلهي مايخلي الإنسان يفعل الطاعة أو يترك المعصية بالكوة وغصبا ماعليه ؛ وانما هو تشجيع وتسهيل أمر فقط للمكلف نحو فعل الطاعة وترك المعصية ، والمكلف بعد بكيفه يريد يطيع يريد يعصي ..
-امممم ، فإذا لم يستجب بعض المكلّفين لهذا اللطف ، فراح يحرمون أنفسهم من هذا اللطف نتيجةً لسوء اختيارهم ، مو صحيح ؟
-نعم صحيح ..
-زين ، هذا اللطف مختص بالإنسان المؤمن ، لو يشمل حتى الكافر ؟
-اللطف الالهي يشمل المؤمن والكافر على السواء ..
-طيب لو جان اكو لطف تجاه الكافر ، جاليش مابين أثر هذا اللطف عليه ؛ يعني لو فعلا اكو لطف تجاه الكافر جاصار الكافر مؤمن ومابقه على كفره ، وهذا معناه انو الكافر مامشمول باللطف ؟
-شوف أبو الشباب : اللطف الإلهي مجرّد "بعث" و"تحفيز" و"تشجيع" فقط يصدر عن الله تجاه الانسان لا أكثر ولا أقل ، بحيث يجعل الانسان أقرب إلى فعل الطاعة وأبعد عن فعل المعصية ، وليس اللطف الإلهي إرادة حتمية منه تعالى ليترك أثره على الانسان بصورة قهرية واجبارية ..
-زين ، عدم تأثير اللطف الإلهي على الكافر مو معناه انو اللّه عاجز عن هداية الكافر ؟
- لا بالعكس ، الله مو عاجز عن هداية الكافر ؛ ولكن الله تعالى شاء أن يكون الإنسان مختاراً في أفعاله العبادية مو مجبور أو مضطر ، واللطف الإلهي مجرّد "بعث" و"تحفيز" وتشجيع" منه تعالى بحيث يكون الإنسان معه أقرب إلى امتثال أوامر اللّه تعالى والانتهاء عن نواهيه ، وليس اللطف الإلهي إرادة حتمية وتكوينية منه تعالى ليكون عدم تأثيره دالاً على العجز الإلهي ، واضح ؟
-واضح جدا ؛ فعلا لو كان اللطف الإلهي أمراً يجبر الإنسان على الإيمان ولو كان كافراً ، فإنّ الكفّار سيحتجّون على اللّه تعالى بأنّهم لم يؤمنوا لأنّه تعالى حرمهم من لطفه ، ويكون بذلك للكفّار حجّة على اللّه تعالى ..
احسنت ، ولكن الأمر ليس كذلك ، وإنّما الحجّة البالغة للّه تعالى ، واللطف عبارة عن "باعث" و"محفّز" و"ومشجع" فقط ، ويبقى الإنسان هو المسؤول عن أفعاله الاختيارية ..
قاعدة اللطف الحلقة الخامسة