بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
*تتمتع محافظة البصرة بمؤهلات اقتصادية عديدة جعلتها تتميز بالكثير من الصناعات الشعبية والحرف اليدوية التي توارثها البصريون عبر سنوات طويلة،فأصبحت مصدر عيش لهم وجزء من سمات وخصائص مجتمعهم.
و أصبح لهذه الصناعات والمهن الحرفية اليدوية التقليدية الأخرى الصدى الواسع على صعيد العراق عموما والبصرة خصوصاً،وكذلك امتدت بعض الصناعات وأخذت من الإقبال الكبير في بعض دول الخليج وكذلك إيران وبعض دول العالم.
يفتخر البصريون بهذه الانجازات التي حقوقها على صعيد مجال الصناعات الحرفية.ولتسليط الضوء على بعض هذه الصناعات الشعبية اليدوية على تلك الحرف الشعبية التي أصبحت صناعة الماضي والحاضر.
·صناعة الجلود:
والتي تتخصص في صناعة السروج والأحزمة والنعل والأحذية،وتعتبر فترة الحصارالاقتصادي في مطلع تسعينيات القرن الماضي الفترة الذهبية لأصحاب هذه المهنة بسبب ازدياد الطلب عليها لكونها تعتبر ارخص ثمناً من المنتجات الأخرى،وكذلك ازدهرت خلال السنوات الأربعة الماضية صناعة الأحزمة وكذلك صناعة(الكراب) للمسدسات والخناجر..تعتبر الجلود هي المادة الأولية لهذه الحرفة والتي يأتي بها من بغداد وعلى نوعين جلد أصلي وجلد صناعي الذي يكون ارخص ثمناً من النوع الأول.وكذلك تكثر صناعة (السراجة) في هذه الفترة لكثرة الإقبال عليها كما أنها مرغوبة من قبل الوافدين الى المدينة للاحتفاظ بها كذكرى عن البصرة.
·صناعة الجلالفات (الليف):
التي تستخدم في الاستحمام وأكثر العاملين في هذه الحرفة اليدوية غالبيتهم من النساء اللواتي يتقن صناعتها ويتخذنها مصدر لكسب العيش،وغالباً ما تدخل في صناعة (الليف)حبال السيزال التي تستخرج من اشجار الغابات وتستورد من الدول الإفريقية..تصنع الجلالفات بأحجام وأسعار مختلفة لكنها متشابهة في الشكل تقريباً ويكثر الإقبال عليها في فصل الصيف.
·صناعة الحبال:
وتزدهر البصرة ايضاً بوفرة صانعي الحبال وبأحجام مختلفة وتعد هذه الحرفة اليدوية ذات مكسب مادي جيد،ولخاصية وقوع البصرة على ضفاف الخليج العربي وانتشار الاهوار والشواطئ جعلها سوق مزدهر لصناعة الحبال وشباك الصيد التي تستخدم من قبل الصيادين.وغالباً مايتم استيراد الحبال من مناطق الأفريقية وجنوب شرق أسيا.
·الصناعات الخشبية:
يعد البصريون من أوائل المبدعين في تصاميم وصناعة الأثاث وخير شاهد هو ما تتركه الشناشيل المنتشرة من عراقة وإبداع في فن الزخرفة والتصميم،حيث يدخل الخشب كمادة أولية ومهمة لصناعة الأبواب والشبابيك وغالباً مايتم استيراد الخشب.
·السلال والبواري والسفاف وغيرها:
عادةً ما تكون المناطق الريفية في البصرة موطن صناعة السلال والبواري والسفاف والأقفاص والآسرة والكراسي خاصةً مناطق ابي الخصيب والقرنة والمدينة.
غالباً يكون موسم جني التمور هو السوق الأوسع لهذه الحرف اليدوية،ويعتبر القصب والبردي وعيدان الرمان هما المادة الأولية لصناعة السلال والبواري والحصران غالباً ما تقوم به الأسر المنتجة بتغطيس هذه المواد الأولية في الماء لفترة من الوقت حتى تسل عليهم عملية صناعتها على النحو الذي يرغبونها وأما جريد النخيل يصنع منه الأقفاص والأسرة والكراسي،وتدخل مادة البردي في العديد الأعمال اليدوية اهما استخدامها في بناء بيوت الطين والمنتشرة في مناطق شمال البصرة الريفية.
السفرة والحصير يستخدم للجلوس والزبيل صناعات يدوية أخرى يدخل في صناعتها خوص سعف النخيل غالباً ما يستخدم في فترة جني التمور ايضاً والفواكه والخضار.
ولا يفوتنا أن نذكر صناعة المروحة اليدوية(المهفة)التي تعتبر الملاذ الآمن للعراقيين في موسم الصيف اللاهب عندما تستخدم طوال انقطاع التيار الكهربائي والذي يكون شبه معدوم في اغلب مدن العراق.
·صناعات وحرف يدوية أخرى:
صناعة المصوغات الذهبية ويفتخر صياغة البصرة بهذه الصناعة لكون حرفتهم هذه تضاهي صناعة الحلي في مناطق الخليج العربي لما تحمله من رونق في زخرفتها.
أما الصناعات الغذائية لها رواجها وشهرتها الواسعة التي امتد البعض منها إلى دول قارات العالم وأهمها صناعة كبس التمر الذي طالما اشتهروا به البصريون من خلال تحشيت التمور بالفستق والجوز واللوز لكون البصرة تضم أكثر من(600)من أصناف التمور حيث يتم تصدير الى اغلب دول العالم.
وإما منطقة أبي الخصيب فهي تفتخر بصناعة حلاوة نهر خوز الشهيرة التي امتدت شهرتها الى الخليج وإيران.
وتبقى هذه الحرف الشعبية هي الماضي والحاضر الذي يفتخر به البصريون
رد مع اقتباس
