ماذا أقولُ..؟ يكادُ القلبُ ينفطرُ
والدمعُ هتانُ في الوجنات ينهمرُ
كل العبارات عن فكري قد ارتحلت
ولم أعد قطّ للتعبير أقتدرُ
بالله .. ماذا جرى هل غاب نَجْمُهُمُ..؟
أم أنَّ حظهُمُ أودى به القدرُ ؟
الأرض منزلهم والتُّربُ مفرشُهُم
والحزن مؤنسهم والخوف والحذرُ
لسانُ حالهِمُ ممّــــا ألمَّ بهِـــمْ
يكادُ يهتفُ "أين أنت يا عُمَرُ"
فيا له منظراً يندى الجبينُ لَهُ
وتخشع الشمسُ حزناً منه والقمرُ
نشكو إلى الله حالاً لا نظيرَ لهُ
تكلّ عن شرحِهِ الألفاظُ والصُّورُ
تغير الدهر والأيام قد شحبت
جاعت به الأسْدُ وارتاحت به البقرُ
أين الذين لهم في الخير ألفُ يدٍ؟
مالي أراهُمُ لا آوَوْ ولا نصروا؟
بل أين أهل الندى؟ يا قوم ما فعلوا..؟
ماتَ الضميرُ .. فلا عينٌ ولا أثرُ
لا خيرَ فيمن يبيت الليل في رفَهٍ
وجارهُ بالأسى والويل يستعرُ
ماضرَّ أهل الندى لو نظرةً نظروا
لمثل هذا بعين العطف ما خسروا
تَبَّتْ يدُ الحرص كم ضَنَّت وكم مَنَعَتْ
غُلّت بباطلها ، بل مسها الضررُ
لو أن للعَالَمِ المغرورِ ألف فَمٍ
لما استطاع لهذي الأمّ يعتذرُ
يُرْثِي الرصيفُ لما هم فيه من عَوَزٍ
فماذا عنكُمُ أنتمْ أيها البشـــرُ؟
عزت المخلافي