محتويات
- ملوك ورد ذكرهم بالقرآن
- الملوك الاربعة الذين حكموا الأرض
- قصة النبي سليمان
- ذو القرنين
- النمرود
- بختنصر
الملك هو الحاكم على بلدة أو منطقة ما فيما يخص شؤونها وشئون من يعيش بها حيث يخضع محكومية لسلطته وأوامره وفي تلك الحالة قد يكون الملك عادلاً حكيماً يعيش قومه في رخاء ونعيم في ظل ما يوفره لهم من أمن وأمان لهم ولبلادهم، أو أن يكون الملك طاغية ظالم يجور عليهم في حقوقهم ومتاعهم إذ أنه يعتبر ما هو مملوك للناس ملك له وأنهم جميعهم رعية له وعبيد على الرغم من أن مهمته ومسؤوليته تجاههم تتنافى مع ذلك فيصبح جل ما يشغله اكتناز المال والتمتع بالسلطة غير مبالي لحقوق العباد، وفي إطار ذلك هناك أربعة من الملوك قد ورد ذكر أخبارهم في القرآن الكريم اثنان منهم مسلم وعادل، واثنان عتاة كافرين.
ملوك ورد ذكرهم بالقرآن
أتي على الأرض العديد من الملوك منهم من ترك أثر وذكر لسنوات عديدة تمتد إلى يومنا هذا، ومنهم من محي أثره واختفت أخباره، ولا شك أنه ما من مرجع للأمة الإسلامية وغير الإسلامية موثق وموثوق أكثر من كتاب الله الحكيم فما يرد به من ذكر لا يمكن أن يمحوه الزمان ويظل خالداً مخلداً إلى يوم الدين وهو ما جعل أسماء الأربعة ملوك الذين وردوا بالذكر الحكيم نعلم عنهم جميعاً وهو (نبي الله سليمان، وذي القرنين) وهما الملكان المسلمان الصالحان الذين ذكرهم القرآن الكريم بالخير والإجلال، بينما (النمرود وبخنتصر) هم أيضاً ملوك ذكروا بالقرآن ولكن لسوء أفعالهم وطغيانهم.
الملوك الاربعة الذين حكموا الأرض
لا شك من مجرد ذكر أسماء الملوك الذين حكموا في الأرض وورد ذكرهم في القرآن أن أعظمهم على الإطلاق خلقاً وحكماً هو نبي الله سليمان عليه السلام الذي منحه الله تعالى هبة وموهبة هي المقدرة على الحديث مع جميع أهل الأرض إنس وجان، طير وحيوانات وقد سخر الله الريح له وكافة المخلوقات.
قصة النبي سليمان
والده هو نبي الله داوود عليهما السلام وتعود قصته لما قبل العام الألف قبل الميلاد وعل العكس من جميع ما كان يمر به من صعاب الحكم إلا أنه كان شاعراً كما كان ملكاً حكم قبائل إسرائيل ووحدهم تحت إمرة ملك واحد، فلم يرد على الأرض ملك وحاكم عظيم مثله ولن يأتي إذ أن الله سبحانه قد سخر الله الإنس والجان وعلمه لغة الحديث مع الطير ولغة الحيوان وأخضع له وحوش الأرض، كذلك الرياح فقد كانت تحت أمره وقد أوضح القرآن الكريم من خلال آياته مدى عظمة حكم نبي الله سليمان حيث قال تعالى في سورة الأنبياء الآية 81، 82 (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ).
ولم يكن ملكه وتلك الهبات موروثة عن أبيه النبي داوود بل كانت منحة له من الله تعالى ومن أدلة ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة)، وقد كان القوم حينها يتحدثون عن عظمة الجان ومقدرتهم على علم الغيب وقد أراد الله أن يكشف زيف تلك الاقوال وكان موت سيدنا سليمان هو الطريق لذلك ففي ذات يوم سخر سليمان الجن لتعمل عملاً شاقاً لا ينتهي سوى بعد أيام وبات يراقبهم وهو متكأ على عصاه وحينها قبضت روحه الكريمة ومات .
وبقي الجان على حالهم يعملون لوقت طويل قيل أنه عام كامل وبدأوا يشكوا في أمر موته لكنهم خائفين أن يتوقفوا عن العمل إلا أن أتت النملة آكلة الخشب لتأكل نهاية عصاه فسقط النبي ليعلم الجان بموته، ومنذ ذلك الوقت علم الناس أن الجان لا يعلمون الغيب ولا يعلمه إلا الله.
ذو القرنين
هو واحد من أعظم من حكم الأرض حيث نشأ في أمة ضعيفة مستعبدة سيطرت عليها دولة مجاورة لها وأجبرت أهله على دفع الجزية فبدأ في دعوتهم إلى الاعتزاز بأنفسهم والثأر لكرامتهم والالتفاف حوله لكي يجلب لهم حقوقهم فما وجد منهم سوى الإعراض، وكان يتصف بالحكمة والعقلانية وقوة البدن فبدأ بدعوة الشباب للإيمان بالله وقد استجابوا له ومع الوقت أصبح من آمن به أكثر ممن كفر.
وقد رأى في نومه رؤيا أنه صعد إلى الشمس إلى أن أمسك بيده قرنيها وقد فسرها له أصحابه بأنه سوف يكون له ملكاً عظيماً يحكم به الأرض من مشرقها إلى مغربها وكان ذلك سبب تسميته ذي القرنين، ومع ازدياد أنصاره تولى حكم البلاد وكان القوم يدفعون للملك الظالم عدد من البيض المصنوع من الذهب الخالص وقد فوجئ الملك وقت الدفع أن قوم ذي القرنين لم يأتوا بما عليهم من ذهب وأرسل للملك رسالة استهزاء يقول بها (إني قد ذبحت الدجاجة التي تبيض الذهب وأكلت لحمها فليس لك شيء عندي).
ذهب ذي القرنين إلى الملك الظالم وقد القى الله في قلب الملك واتباعه الرعب فهزمهم ذو القرنين وجيشه وتولى حكم البلاد بالعدل وساد بها الأمن الاستقرار، وقد سار في الأرض حتى مغربها فوجد ورأى الشمس تغوص بالأرض وقت الغروب وقد رأى قوم كافرون فانتصر عليهم وبدلاً من أسرهم دعاهم للإيمان فآمنوا به، وهو ما ورد ذكره في القرآن الكريم بسورة الكهف (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا).[2]
النمرود
النمرود هو ملك ورد ذكره بالقرآن الكريم في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فقد رود ذكره في معرض قصته مه نبي الله إبراهيم عليه السلام حيث كان النمرود هو الحاكم آنذاك وحينما علم بدعوة إبراهيم للإيمان بالله وما فعله بالأصنام من هدم لها دعاه ليتناظر معه أمام القوم.
قال النمرود لإبراهيم من ربك فقال له النبي الكريم (ربي هو خالقي وخالق كل شيء وهو من يحيي ويميت)، فقال له النمرود (أنا أحيي وأميت)، فأتى النمرود برجلين محكوم عليهما بالإعدام فأطلق سراح أحدهما وأمر بموت الآخر، فقال له إبراهيم (فإن ربي يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها أنت من المغرب فعجز أمام إبراهيم)، وكان في موته عظة لكل ظالم كفار حيث أمر الله الذبابة بالدخول إلى رأسه تتحرك لا تهدأ فكان الناس يضربوه على رأسه بالنعال من ألمه حتى مات.
بختنصر
بخنتصر كان ملكاً على بلاد بابل بالعراق وقبل تولي الملك كان قائد للجيش الجرار المكون من مائة ألف مقاتل ذهب لدمشق والشام فخشاه أهلها وطلبوا منه الصلح، وقدموا له كنوز وأموال فصفح عنهم وذهب لبيت المقدس، وكان يحكم بيت المقدس ملك من نسل نبي الله داوود ففعل مثلما فعل الدمشقيون، ولكن أهل بيت المقدس اعترضوا على الصلح وأغلقوا الأبواب أمام بختنصر ولكنه تمكن من اقتحام مدينتهم وعثا بها فساداً وخراباً وأحرق التوراة، وأسر النساء والأطفال من بني إسرائيل لكي يصبحوا عبيداً لدى أهل بابل وقد بلغ عدد الأطفال تسعين ألف طفل كان من بينهم العزيز نبي الله، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم حين قال تعالى في سورة الإسراء الآية الرابعة (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا).