فـ الحقيقةِ انا لا انكرُ ابداً
ان جميع من حولي ضعفاء
فـ مدينتي كانت اشبهُ برغيفِ خبزٍ
مرمي على حافةِ الرصيف
ثم أني لا انكرُ قسوتها فالحياة
ايضاً كانت بلون وجوه اليتامى
حتى المرايا في بلدي كانت
اشد تعقيدا مني
فـ على سبيل الجوع كانت امي تطبخ
لنا ما تيسر من سورة المائده
وابي كان يحاون أن يقطب جروحنا
بخيوط من الامل .. متجاهلاً اصابع
قدميهِ المتورمه حينها ادركت ان
جميع سكان هذا الكوكب ضعفاء لا احد
منهم يستطيع مواجهة الرياح والحاويات
التي تحمل الفرح ولعب الاطفال
واخر ما تبقى من الفرقه
الحزبيه في مدينتي وسيارات الشرطه الحديثه والمياه الراكده .
البكاء كان الحل الوحيد لتخفيف كركبة الارض من تحتنا
واخي الصغير كان فارسنا الشجاع
متسلحاً ببرائته يواجه كل ما
يحدث ضاحكاً بنبرة حزن اختفت بين تجاعيد امي وهشاشة عظام ابي
وحطام المثوى الاخير لحبيبتي
التي اختفت بين الزحام بعد القبله
الاخيره ..