كيف يدمر كورونا الجسم؟.. أعضاء مصغرة تحل اللغز
الأعضاء البشرية المصغرة كشفت تنوع الطرق التي يهاجم بها كورونا الجسم
يعرف الأطباء جيدا الأثر المدمر الذي يلحقه فيروس كورونا المستجد بأعضاء الجسم، نتيجة مراقبتهم للمرضى الذين يتلقون العلاج من مضاعفات الفيروس في المستشفيات.
لكن ما لم يتوصل إليه الأطباء حتى الآن، هو العامل المسبب لتلك الأضرار، هل هو الفيروس ذاته أم المضاعفات الثانوية الناجمة عن العدوى الفيروسية.
ولحل هذا اللغز، توصل فريق بحثي دولي من بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا وهولندا واليابان والصين إلى طريقة جديدة لرصد ذلك عن طريق زراعة أعضاء مصغرة في المختبرات يمكن من خلالها معرفة كيف يدمر فيروس كورونا المستجد أعضاء الجسم، وفقا لمجلة "نيتشر".
وكشفت دراسات أجراها هؤلاء العلماء على هذه الأعضاء البشرية المصغرة، تنوع الطرق التي يهاجم بها فيروس كورونا المستجد أعضاء الجسم، بدءا من الرئتين وحتى الكبد والكليتين والأمعاء.
ويقوم الباحثون أيضا بتجربة بعض الأدوية على هذه الأنسجة المصغرة، لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامها كمرشحات لعلاج المصابين بـ"كوفيد-19".
وعندما حقن الباحثون الأعضاء الصناعية المصغرة بفيروس كورونا المستجد، وجدوا أن الفيروس يستهدف بشكل رئيسي الخلايا الجذعية التي تعمل على تجديد الخلايا في النسيج الطلائي (مجموعة من الخلايا تتحد معاً لتغطي أحد أعضاء الجسم) المعروف بالخلايا القاعدية.
ومن الممرات الهوائية العليا، يمكن للفيروس أن يدخل الرئتين ويسبب فشلا في الجهاز التنفسي وهو أحد المضاعفات الشديدة لعدوى "كوفيد-19".
ومن الرئتين يمكن أن ينتشر "كوفيد-19" إلى أعضاء الجسم الأخرى؛ إذ يمكنه إصابة الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، ما يسمح بعد ذلك للجزيئات الفيروسية بالتسرب إلى الدم والانتشار في أنحاء الجسم.
وفي دراسة أخرى أجريت على خلايا كبد صناعية مصغرة، وجد الباحثون أن الفيروس يمكن أن يصيب ويقتل الخلايا التي تساهم في إنتاج الصفراء، والمعروفة باسم الخلايا الصفراوية.
وأشار الباحثون إلى أن زراعة الأعضاء المصغرة في المختبرات، من أفضل الطرق لرصد تأثير فيروس كورونا المستجد على أعضاء الجسم، إذ لا تتطلب زراعتها سوى أسابيع لتأخذ شكل خلايا العضو الطبيعي ما يوفر التجارب باهظة التكاليف على الحيوانات، وما تشكله من مخاوف ومشكلات أخلاقية وإنسانية.
وقال توماس إيفيرث، عالم الأحياء الخلوية في جامعة يوهانس جوتنبرج في ماينز بألمانيا إن "Organoid" أو (الخلايا الصغيرة التي تزرع صناعيا بصورة تحاكي خلايا العضو البشري) تشبه بناء الأنسجة الحقيقية.