لا كالمدينة منزل وكفى لها
شرفاً حلول محمد بفناها
حظيت بهجرة خير من وطئ الثرى
وأجلهم قدراً فكيف تراها
كل البلاد إذ ذكرن كأحرف
في اسم المدينة لا خلت معناها
حاشا مسمى القدس فهي قريبة
منها ومكة إنها إياها
لا فرق إلا أن ثم لطيفة
مهما بدت يجلو الظلام سناها
جزم الجميع بأن خير الأرض ما
قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت
كالنفس حين زكت زكا مأواها
وبهذه ظهرت مزية طيبة
فغدت وكل الفضل في معناها
حتى لقد خصت بروضة جنة
الله شرفها بها وحباها
ما بين قبر للنبي ومنبر
حيا الإله رسوله وسقاها
هذي محاسنها فهل من عاشق
كلف شحيح باخل بنواها
إني لأرهب من توقع بينها
فيظل قلبي موجعا أواها
ولقلما أبصرت حال مودع
إلا رثت نفسي له وشجاها
فلكم أراكم قافلين جماعة
في إثر أخرى طالبين سواها
قسماً لقد أذكى فؤادي بينكم
ناراً وفجر مقلتي مياها
إن كان يزعجكم طلاب فضلية
فالخبر أجمعه لدى مثواها
أو خفتم ضراءها فتأملوا
بركات بلغتها فما أزكاها
أف لمن يبغي الكثير لشهوة
ورفاهية لم يدر ما عقباها
والعيش ما يكفي وليس هو الذي
يطغي النفوس ولا خسيس مناها
عبد الله بن عمر البسكري