ما هي الخطيئة. ليست الخطيئة هي مجرد ارتكاب أمور خاطئة مثل السرقة، أو الزنى، أو السكر، أو القتل. الخطيئة أساساً هي انفصال عن الله، وهي كل ما يتناقض مع إرادة الله المقدسة.
الخطيئة ليست عملاً شريراً فحسب؛ الكبرياء والحسد والبغضاء والأفكار الرديئة هي أيضاً خطيئة. قال يسوع المسيح أن أعظم وصيتين لله هما أن تحب الله من كل قلبك وأن تحب قريبك كنفسك. وبما أن هذه هي أوامر الله الرئيسية، لذا فإن الإخفاق من جهتنا في محبة الله بشكل كامل وفي محبة الآخرين كما نحب أنفسنا، هي أعظم الخطايا. هل من إنسان حفظ هاتين الوصيتين بشكل كامل؟ لا، الجميع خالفوها ما عدا الشخص الوحيد الذي بلا خطيئة، ألا وهو يسوع المسيح. لقد عاش حياة مثالية، وهذا ما يطلبه الله منا. إن وصيته هي: "فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ" (متى 5: 48).
ولكن أنى لنا، نحن الخطاة، الذين تمتلئ قلوبنا بالشر، أن نصبح أنقياء وصالحين بشكل كامل كما يأمرنا الله أن نكون؟ إن الإنسان الذي يعاني من السرطان لا يحتاج إلى نصيحة سديدة تتعلق بإتباع قوانين الصحة. ما يحتاجه هو طبيب ماهر يقدر على أن يشفيه. وكذلك الحال، فإن إنساناً مريضاً بمرض الخطيئة يحتاج إلى أكثر من شرائع جيدة وأقوال أخلاقية صالحة تخبره عما يجب أن يفعله وعما يجب ألا يفعله؛ بالأحرى إنه في حاجة إلى طبيب روحي يستطيع أن يخلق فيه فكراً جديداً وقلباً جديداً وإرادة جديدة، وأن يعطيه القدرة على أن يفعل ما يطلبه الله منه. من الواضح أن كل الناس في كل مكان يحتاجون إلى شخص يقدر أن يخلصهم من الخطيئة ويجعلهم أولاد الله. وسأشرح لاحقاً كيف دبّر الله برحمته العظيمة هكذا مخلص للعالم.