دعاوى الأصول الآرامية/السريانية للغة العربية وللقرآن الكريم
أ.د. عبدالرحمن السليمان
ملخص:
كثر في الآونة الأخيرة الكلام الذي يزعم فيه أصحابه أن العربية مشتقة من الآرامية/السريانية وأن القرآن الكريم لا يفهم إلا من خلال الآرامية/السريانية. وقد صاغ شخص مجهول يحمل الاسم الوهمي كريستوفر لوكسمبورج هذا الكلام في كتاب يروج له كله أو بعضه مجموعة من أصحاب الجدل الديني في بعض القنوات والمواقع بسبب طبيعته الجدلية. وكان آخر المروجين لهذا الكلام الشاب السعودي لؤي الشريف في كلمات له على (السنابات) أثار بها زوبعة كبيرة في الخليج العربي وخارجه.
وقد سبق ذلك دعاوى تذهب إلى أن النحو العربي مؤسس وفق منطق أرسطو، وأنه متأثر بالنحو السرياني، وأن العرب أخذوا نظام الإعجام والحركات عن السريان. وكان مصدر هذه الدعوى المستشرق الألماني آدلبرت ميركس (1838-1909)، وتلقفها منه اللبناني أنيس فريحة وروج لها في بعض كتاباته.
وعلى الرغم من أن هذه الدعاوى – باستثناء دعوى ميركس – ليست علمية، بمعنى أن أيةً منها لا تستند إلى إطار معرفي معين ولا إلى منهج علمي معروف، فإنها انتشرت في بعض الأوساط الرقمية غير العلمية. ومما ساعد على انتشارها إهمال معظم الجامعات العربية لدراسة اللغات الجزيرية وآدابها وتاريخ الشعوب المتحدثة بها.
سوف نتوقف في هذه الدراسة عند دعوى تأثير الآرامية/السريانية على العربية وعلى نحوها من جهة، ودعوى تفسير القرآن الكريم من خلال الآرامية/السريانية من جهة أخرى، وما يتعلق بذلك من كلام يخص اللغة العربية ونظام كتابتها.
الكلمات المفتاحية: اللغة العربية، اللغة الآرامية/السريانية، اللغات الجزيرية، القرآن الكريم، الحروف المقطعة، المرجعية الكتابية، كريستوفر لوكسمبورج، لؤي الشريف.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] هذه الدراسة عبارة خلاصة محيّنة لأربع دراسات قام بها الكاتب، بعضها منشور رقميًا، وبعضها منشور ورقيًا، وبعضها غير منشور بعد، بالإضافة إلى دراسة خامسة، فجاءت طويلةً مقارنةً مع ما هو مألوف في الدراسات والأبحاث المقدمة للمؤتمرات. ومما يشفع لطولها سعيُ الكاتب إلى الإحاطة بالدعاوى المتعلقة بالمرجعية الكتابية لمترجم القرآن الكريم إلى لغات ذات مرجعية كتابية، والتي توظف السريانية فيها، وبأساساتها العامة.