بعدَ الغياب
سيكونُ أوّلُ شيءٍ تفعلهُ عند اللقاء
هو تَحسُّسُ التفاصيل
كلُّ التفاصيلِ
حتى تلكَ التي كانت تُزعِجُنا
نطوفُ بالروحُ والقلب
مُتنقِّلينَ بينَ الـ هُنا والـ هُناك
نبحثُ عن لاشيء
ولكننا في حالةِ انفصامٍ عن فيزياءِ الحياة
لا تَنطبِقُ علينا النَّظريات
ولا تَعنينا كثيراً تفاسيرُ المَنطق
نحنُ فقط نمتَثِلُ للحُب
والحُبُّ لا يَعتَرِفُ بالحِسابات
لو غِبتَ عن بيتِكَ مُدَّة
فالأكيدُ أنكَ ستَتَنفَّسُهُ عند العودة
ستملئُ عيونكَ حتى الشبع
تشعرُ بـ حواسّكَ تُكلِّمه
لا تدري مالذي يحدُث
ولكنكَ تعي بأنَّ روحكَ أعطت للمكانِ روحاً
فأصبحتَ تحِنُّ لروحِ المكانِ لا للمكانِ ذاته
تشتاقُ للمَعنى وليسَ للمَبنى
وحينُ تحضُنه
فأنتَ قد حضَنتَ جُزءاً مِنك
فما بالُكَ بمَشاعِرِ روحٍ أخرى
روحٍ تآلَفَت و روحك
روحٌ تَعوَّدَتَ ملامِحها وتعوَّدَت ملامِحك
روحٌ جُزءٌ مِنها يُشبِهُك
وكأنها تَنتمي إلى أزليّةِ روحك
كيفَ سيكونُ اللقاءُ عند ذلك
لستُ أدري مَن الذي سـ يَذوبُ في مَن
وأيُّ المَشاعِرِ سـ تنصَهِرُ في الأخرى
لستُ أدري هل سيكونُ الزَّمنُ حاضِراً هو الآخر
لستُ أدري مَن الذي سـ يبدأُ بالعِناق
إنّما أنا أدري بأنَّ الرُّوحَ هي سيدةُ الغياب
عندما تكونُ الروحُ وَطَن
هناكَ مَن يُعطي المكانَ روحاً
فيَحِنُّ المكانُ إليه
وهناكَ مَن يُعطيهِ المَكانُ روحاً
فالأوَّلُ كلُّ شيءٍ أينما كان
والثاني لا شيءَ حيثُما كان
م