السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطفل في عامه الأول
من المهم جدّاً مراقبة نمو الطفل الرضيع خصوصاً في سنته الأولى ، وأهم ما يجب مراقبته هو درجة نمّوه ومدى تناسب زيادة الوزن والطول ومحيط الرأس ودرجة الوعي .
الوزن :
من الطبيعي أن يزداد الوزن تباعاً مع العمر . وتوقّف ازدياد الوزن أو إنخفاضه ، يؤكدان حصول أحد الأمراض التالية : ـ أمراض هضمية : إضطرابات في امتصاص الأطعمة ، عدم توافق الحليب المعطى للطفل مع معدته ( هنا يصاب الطفل أيضاً بإسهال واستفراغ) . ـ إصابات في الغدد ، التهاب الكلي ، نموّ غير طبيعي في القلب ، ، اصابات رئوية
.
لا تحاولي سيّدتي أن تقارني طفلك مع أطفال الجيران والأقارب من ناحية الوزن وأن تتفاخري بكون طفلك أكثر وزناً ، ولا تحاولي أن تزيدي كمية طعامه ليزيد وزنه . الطفل الجميل هو غير الطفل السمين .
الطول:
بالنسبة إلى الطول ، يزداد طول الطفل على دفعات وليس بصورة متواصلة . يقاس طول الطفل مرّة كل شهر وليس يومياً ، كما هي الحال بالنسبة للوزن . مع ذلك يزداد الطول كل شهر في الحالة الطبيعية ، وإذا توقّف هذا النموّ فعليك بإبلاغ الطبيب فوراً وسيلجأ الطبيب إلى فحص الغدد وتصوير العظام لمعرفة مدى نضوجها .
محيط الرأس:
بالنسبة إلى محيط الرأس فهو يدلّ وبصورة دقيقة على تتطوّر الدماغ . كثيرون يهملون متابعة هذا التطّور بالرغم من كونه بالغ الأهمية . وقد يحصل بشكل تدريجي حسب الجدول . أمّا الإضطرابات التي قد تصيبه فهي نوعان : ـ كبر محيط الرأس بشكل يفوق الطبيعة وهذا يتطلّب جراحة مستعجلة . ـ عدم نموّ محيط الرأس بشكل طبيعي ، وغالباً ما يكون
سببه إصابة الأم بمرض خطير خلال فترة الحمل .
الوعي:
أخيراً بالنسبة إلى تطوّر الوعي عند الأطفال فالامراض التي تدعو إلى الشك هي :
ـ الطفل الذي لا يستطيع رفع رأسه بعد إتمامه الأشهر الثلاثة من عمره .
ـ الطفل الذي لا يمسك الأشياء التي تقدّم إليه في عمر الخمسة أشهر .
ـ الطفل الذي لا يتبع الأشياء أو الأشخاص بنظره عند بلوغه الستة أشهر .
ـ الطفل الذي لا يستطيع الجلوس أو الضحك عند بلوغه الثمانية أشهر .
ـ الطفل الذي لا يزحف ولا يتلفّظ بأصوات وكلمات ولا يهتمّ بمحيطه عند بلوغه السنة من عمره .
الجدول التالي يعطينا عناصر مهمة جداً لقياس هذا النمو
العمر الوزن الطول محيط الرأس الوعي يوم واحد 3300 غ
50 سم
35 سم
ـ شهر واحد 3800 غ
53
36،5
يرفع رأسه شهران 4800 غ
56
38
يضحك أربعة أشهر 6300 غ
62
41
يتابع بنظره الأشياء ستة أشهر 7300 غ
65
43
يعتاد وضعية الجلوس تسعة أشهر 8600 غ
70
45
يقف على رجليه سنة 9500 غ
74
46،5
يمشي مستنداً إلى شيء صلب سنة ونصف 11000 غ
80
48
يتكلّم
الأرقام في هذا الجدول هي تقريبية وقـد تختلف اختلافاً بسيطاً تبعاً لـجنس الطفل وحسـب توقيت الولادة ، أي إن كـانت تمت فـي حينها أو هـي مبكّرة . هـذا الجـدول يسمح بتحـديد الشك في احتمال أن يكـون النمو غيـر طبيعي . عنـد ادنى شك لا بد من مراجعة الطبيب علىالفور ، وهو سيقوم بفحوصات اشمل واوسع ، بعدها يؤكد أو ينفي الشكوك .
البكاء حتى الغيبوية:
هذه النوبات شائعة جداً عند الأطفال وتسبّب إحراجاً للأهل وتؤلمهم ، إذ يعتقدون لثوان أن الطفل قد فارق الحياة . بعد حادث عنيف أدّى إلى إصابة الطفل بحزن أو ذعر يبدأ بالصراخ والبكاء ثم لا يعود يستطيع أن يتنفّس فيصبح لون وجهه أزرق لأن الدم الذي يمرّ بالرئتين لا يعود إليهما حاملاً معه مادة الأوكسجين كما يحصل في الحالة الطبيعية . وعند وصول الدم إلى الدماغ لا يعمل هذا الأخير كما يجب فيفقد الطفل وعيه .
تدوم هذه الحالة عدة ثوان تمرّ وكأنها قرون بالنسبة إلى الأهل . المهم ألاّ يفقد الأهل سيطرتهم على أعصابهم .
بعد مرور الثواني المعدودة يعود الطفل للتنفّس ويعمل الدماغ بشكل طبيعي ، ويعود الطفل إلى سابق وعيه . هنا يجب على الأهل إخفاء انزعاجهم والتصرّف أمام الطفل بهدوء . ذلك أن الطفل قادر على إعادة الكرّة مرّات عديدة إذا شعر أن حاله هذه تزعج المحيطين به . وقد يستعمل هذه الطريقة لإجبارهم على تنفيذ رغباته .
إرتفاع الحرارة:
إقتناء ميزان لفحص الحرارة ضروريّ جداً في كل منزل . إرتفاع حرارة الجسم يشكّل جرس الإنذار الذي ينبئ بحلول الكثير من الأمراض . الحرارة الطبيعية تتفاوت بين 5 ، 36 و5 ، 37 عند الرضيع ، وذلك تبعاً لفترات النهار التي قيست خلالها الحرارة ، وتبعاً لحرارة الجو الخارجي . حرارة الجسم تحافظ على مستواها الطبيعي 37 درجة ، بفضل معدّل الحرارة الطبيعي ، أي الجلد الذي يلعب بالنسبة إلى الجسم دور أجهزة التدفئة والتبريد في الشقق .
لذلك يحتاج إلى الماء ليقوم بمهمته ليعوّض العرق الذي يفرزه الجسم أو ليتبادل الحرارة مع الخارج . عندما ترتفع حرارة الجسم يفرز جلد الطفل العرق للتخفيف من وطأة الحرارة . لكن هذا الجهاز يتعب نتيجة لأحد الأمراض . أو لكون تبادل الحرارة مع الخارج غير كاف ، فترتفع حرارة الجسم ويخشى من الإصابة بعوارض أكثر خطورة . إذا زادت الحرارة عن الـ 39 درجة ، يجب مراجعة الطبيب أو المستشفى حالاً . فربما كانت الحالة خطيرة .
أمّا إذا لم تصل الحرارة إلى هذا المستوى فالحالة غير مقلقة ، وتعني أن الجسم لا يزال يدافع ببسالة ضد الميكروبات ولم يستسلم بعد للمرض . لكن يجب الإنتباه لبعض الأمراض التي تتميّز بكونها لا تتسبّب إلاّ بارتفاع بسيط لحرارة الطفل . التعقيدات المهمّة التي قد يولّدها ارتفاع درجة حرارة الجسم هي : ـ النشاف وهو إصابة خطيرة . في حالة النشاف لا بدّ من إعطاء المريض الماء بكثرة وإجباره على الشرب وإن رفض فيجب إعطاؤه الماء بشكل آخر . ـ الغيبوبة التي تؤدي إذا طالت ، إلى إصابات أخطر في الدماغ .
ويجب محاربة الحرارة وإسقاطها بأي شكل إذا تعدّت الحد الأقصى ، وبعد السيطرة عليها يبقى على الطبيب تحديد السبب عن طريق التشخيص الطبي وتحليل العوارض المرافقة ، وهي : ـ سيلان الأنف ـ إحمرار اللوزتين ـ ألم في الأذن ـ سعال إستفراع ـ إسهال ـ إحمرار الجلد ـ تغير في لون البول.
طرق خفض درجة الحرارة:
من أجل تخفيف الحرارة إلى حدّها الأدنى يجب نزع ملابس الطفل تماماً وإعطاؤه حمّاماً دافئاً ( 35 درجة ) ثم لفّه بمنشفة رطبة ، بعد ذلك يصار إلى إيقاف كل وسائل التدفئة في غرفته وتهوئتها مع فتح النوافذ وإعطائه تحميلة خاصة لإسقاط الحرارة . نلفت هنا إلى بعض سيّئات الأدوية المستعملة ضد الحرارة وهي : الأسبيرين ومادة البراسيتامول الموجودة في عدة تركيبات تجارية منها البنادول مثلاً . الأسبيرين : أثبت فوائده بشكل قاطع ، لكنه أيضاً مادة سامة ، علينا أن نحذّر الإكثار منها . المبالغة في تناول كميات الأسبيرين قد تسبّب : ـ نزيفاً دموياً من الأنف ـ وتقرّحاً في المعدة ـ وتسمّماً يتمركز تدريجاً ، من عوارضه تنفّس بطيء وحالة من الارتخاء تشبه اللاوعي ، وترتفع الحرارة من جديد . والبراسيتامول فيه أيضاً ما قد يسمّم إذا استعمل بكميات كبيرة . نوصي أيضاً بعدم مزج الأدوية وإعطاء الطفل عدة أصناف منها في وقت واحد .
صراخ واضطراب عند الرضيع:
هذه دلائل غير واضحة المعاني لأن الرضيع ليس قادرياً على التعبير ، بغير البكاء . حياة الرضيع تتّسم بالإضطرابات . فهو يحبّ أن يمازحه المحيطون به ، وأن يهتموا به كأنه نجم الحلقة . وقد يكون سبب غضبه شعوره بأنه مهمل .
وفي أحوال أخرى قد تكون أسباب البكاء أكثر جديّة ويجب الإجتهاد لمعرفتها : ـ إنتبهي سيّدتي حين تستعملين الدبابيس لربط ثيابه فقد توخزيه بها دون أن تدري . يحدث هذا قبل عمر الثلاثة أشهر وقد يكون السبب الوحيد لهذا البكاء ، إذا استثنينا الجوع والبلل . ـ بعد الأشهر الثلاثة تتكثّف نوبات البكاء ويعود السبب في الغالب إلى آلام في المعدة ناتجة عن انتفاخها بالغازات . بعض الأطباء يجد في ذلك دليلاً على أن الطفل بدأ يعي شخصيته . وهذا الإضطراب نفسي لا علاج له سوى مصّ الرضّاعة . إنها الحالة الوحيدة التي ينصح فيها الطبيب باستعمال الرضّاعة الفارغة التي قد تكون مؤذية وتكسب الطفل عادة سيّئة يصعب عليه التخلّص منها .
ينصح الأطباء إجمالاً بعدم اللجوء إلى هذه الرضّاعة ، إلاّ في حالات استثنائية . . . كانت الأمهات التقليديات يرددن سبب هذا النوع من الألم في المعدة إلى تغيّر نوعية طعام الطفل أو إدخال أنواع جديدة على طعامه بعد عمر الثلاثة أشهر . لكن هذا الإعتقاد خاطئ خصوصاً إذا كانت تغيّر الطعام وإضافة بعض أصنافه قد جرى تحت إشراف الطبيب . بعد ذلك تبدأ أسنان الطفل بالظهور يرافقها ألم بسيط وعوارض بارزة أهمها سيلان اللعاب بشكل مستمر واحمرار واحتقان اللثة ورغبة الطفل في وضع كل ما يجده أمامه في فمه وعضّه ، ويصير برازه رخواً وترتفع حرارته قليلاً . تدخلك غير مفيد في هذا الوضع .
أعطيه فقط قليلاً من الأسبيرين فيخفّ الإحتقان والألم . أخيراً ، يجب الإنتباه إلى أن بكاء الطفل وصراخه يجب ألاّ يستدرجا رضوخاً من قبل الأم والأب ، وإلاّ استعملهما كوسيلة لنيل مبتغاه . يجب مواجهة هذه الأزمات ببرودة ظاهرة ، واهتمام نفسي جدّي . حالة واحدة تستدعي القلق عندما يصفّر وجه الطفل بدلاً من أن يحمّر . إذا لم يهدأ الطفل وبقي وجهه أصفر فالأفضل اللجوء إلى استشارة الطبيب .
الإعتناء بالجلد:
بشرة الطفل ناعمة جداً وقابلة للإلتهاب لأقل سبب لذلك يجب العناية بها جيداً لمنع كل التهاب عابر وغير ناتج عن مرض . قواعد الوقاية من الإلتهابات هي : ـ إعطاء الطفل حمّاماً يومياً ابتداءً من تاريخ سقوط المصران . غطّسي الطفل كلّه تقريباً في مغطس دافئ ( 38 درجة ) .
إستعملي ميزان الحرارة الخاص بالمغاطس للتأكّد من أن الحرارة مناسبة ، افركي جسم الطفل كلّه بالصابون بواسطة أسفنجة ناعمة وافركي الشعر أيضاً مع الإنتباه إلى الثنيات ، ثم أزيلي الصابون جيداً بواسطة الماء ونشّفيه تماماً . ـ تذكّري أن تقصّي أظافر طفلك . ـ ألبسيه ثيابه دون استعمال أي مستحضر . ـ من المفضّل استعمال الصابون الطبيعي المصنوع بزيت الزيتون . كل مستلزمات تنظيف الطفل يجب أن تكون خاصة به وألاّ يشاركه بها أحد . أخيراً راقبي سيّدتي جسم طفلك جيداً أثناء الحمّام ولدى ملاحظة أي احمرار لا يزوال خلال 48 ساعة ، بلّغي الطبيب .
أمراض الجهاز التنفسي:
إنّها الأكثر انتشاراً بين الأمراض التي تصيب الأطفال ... حتى لو عزل الطفل في حجرة مقفلة ومعقّمة لا بدّ أن يصاب ذات يوم بالتهاب في جهازه التنفسي . الزكام: الأنف هو ممرّ الهواء والذي يحمل ميكروبات عديدة يلتقطها الأنف ويلفظها إلى الخارج بواسطة الإفرازات الموضعية ( المخاط) . هذه الإفرازات تشكّل وسائل الدفاع والمناعة للجسم . تتوجّه الإفرازات إلى الخارج بواسطة حركة الشعيرات الموجودة داخل الأنف .
هذه الشعيرات لا يكتمل نموّها طبيعياً عند الطفل لذلك تبقى الإفرازات داخل الأنف وتتجمّد فتمنع الهواء من المرور وتعيق التنفس . وبما أن الطفل الصغير لا يعرف أن بإمكانه التنفس من فمه ، يقوم بمجهود كبير فيدفع بالميكروب إلى داخل القصبة الهوائية والرئتين ممّا قد يسبب التهابات مختلفة ، منها التهاب القصبة الهوائية أو اللوزتين أو التهاب الرئتين وإلخ . . . وقد تنتقل هذه الميكروبات داخل القناة التي تربط الأذن الداخلية بالجهاز التنفسي فيصاب الطفل عندها بالتهاب الأذن . عوارض هذه الإلتهابات تتميّز دائماً بارتفاع حرارة الجسم .
ويظهر هذا الإرتفاع في الصباح أكثر منه في المساء . السعال دليل على أن الإفرازات قد تحوّلت إلى داخل مجرى التنفس . يتميّز التهاب طبلة الأذن بألم شديد في محيط الأذن وبصعوبة المحافظة على توازن الرأس . الألم عند ابتلاع الأطعمة ، هو الدليل القاطع على التهاب اللوزتين ، في جميع هذه الأحوال مراجعة الطبيب ضرورية جداً ويجب إعطاء الطفل أي دواء قبل استشارة الطبيب . ذلك لتنوّع الإصابات التي تتميّز بالعوارض نفسها .
ومن ناحية أخرى يخشى أن يخفي الدواء بعض العوارض التي تساعد الطبيب على تشخيص المرض بدقّة . يصف الطبيب المضادات الحيوية لمحاربة ومكافحة الجراثيم ومساعدة الجسم على التخلّص منها . كما أنه يستعمل أدوية أخرى تساعد على تخفيف الألام والسعال والزكام وإسقاط الحرارة .
الإسهال:
الجهاز الهضمي يحتوي على الكثير من الجراثيم المتوازنة . كل اختلال في هذا التوازن أيّاً يكن سببه ، نتيجته الإسهال . والرضيع حسّاس جداً بالنسبة إلى هذا الموضوع . يختل توازن الجراثيم بسبب استعمال المضادات الحيوية أو دخول جسم آخر غريب إلى المعدة . أو لأسباب أخرى قد تكون ناتجة عن تغيّر الحرارة إلخ . . . . الإسهال مسؤول عن الألم الحادّ الذي يصيب الطفل في معدته .
وهو مسؤول أيضاً عن النفخة التي تصيب معدة الطفل بسبب الغازات المعوية . كما أن الإسهال يؤدي إلى فقدان الجسم مائه وحصول حالة النشاف ، خاصة عند الأطفال الرضّع . هذه حالة لا تخلو من الخطورة ، لذلك يجب الإنتباه واتّخاذ التدابير اللازمة فور الشكّ في حصولها . تنصّ هذه التدابير على إعطاء الطفل كميّات كبيرة من الماء ليشرب ولو غصباً عنه .
ويجب استبدال طعام الطفل الطبيعي بدقيق الرزّ أو بحساء الجزر . وإذا كان الإسهال مرفقاً باستفراغ فهذا يعني أن هناك جراثيم معيّنة سبّبت هذا الإختلال المعوي ومراجعة الطبيب ضرورية جداً في هذه الحالة .
الإستفراغ:
قذف القليل من الحليب بعد الوجبات عند الطفل هو طبيعي جداً ويدلّ على أن معدة الطفل ممتلئة . ولا علاقة لهذا القذف بالإستفراغ الذي يعتبر عارض فيزيولوجي غير طبيعي ومرضي أغلب الأحيان .
من الممكن تحليل واكتشاف أسباب الإستفراغ بعد الإنتباه إلى الآتي : ـ تاريخ حصوله ـ توقيت حصوله بالنسبة إلى تناول الوجبات وكثافته ـ نوعية المواد ـ طريقة قذف المواد إلى الخارج . بعض أنواع الإستفراغ تدلّ على حصول التهاب عام كالتهاب الأذن أو المجاري البولية إلخ . . . والبعض الآخر ترافقه إصابة في الجهاز الهضمي وتستلزم إجراء جراحات تصحيحيّة في بعض الأحيان ( كضيق وانسداد طرق الأمعاء أو خلل في تكوين المعدة والقناة الهضمية كما رأينا في التشوّهات الخلقية ) .
وهناك أمراض كثيرة تؤدي إلى الإستفراغ والتي تستلزم إجراء جراحة تصحيحيّة ، ويتحدّد ذلك بعد تصوير المعدة بالأشعة .
أمّا بالنسبة إلى الأستفراغ العابر أو الناتج عن جراثيم بسبب التهابات في الجهاز الهضمي ، وأدّت إلى إصابة الطفل المريض بالإسهال ، فيعتبر حالة مرضيّة لا تقل أهميّة عن الحالات السابقة وتحتاج إلى مراقبة ورعاية صحيّة طارئة بإشراف أطبّاء اختصاصيين .
إصابات الجهاز البولي عند الأطفال:
الرضيع الذي يبلّل حفّاضاته يصعب التعرّف إلى ما يعانيه من متاعب على صعيد الجهاز البولي ، لكن يمكن الإنتباه إلى العوارض التالية : ـ بول ذو رائحة قوية . ـ بول يترك بقعاً ملونة واضحة على الحفاّضات . ـ إحتقان أو تقرّح أعضاء الجهاز البولي الظاهرة .
عندما يصادف الطبيب طفلاً صعباً شهيّته مفقودة وحرارته مرتفعة يشكّ بحدوث التهاب في الجهاز البولي ويطلب إجراء فحص للبول لتحديد نوع الجراثيم وإعطاء العلاج المناسب . عند الطفلة الرضيع ، بعض الجراثيم تجتاز الجهاز الهضمي كلّه دون أن تسبّب إسهالاً أو أي نوع من أنواع الإلتهابات لكنها تلوّث حفّاضاتها وتؤدي إلى التهاب الجهاز البولي .
لذلك قد يذهب الطبيب في تحليلاته بعيداً عن سبب الإلتهاب . وإذا لم يكتشفه يطلب صورة أشعة للكلى . ذلك بعكس الحال عند الأطفال الذكور ، إذ يصعب على الجراثيم الإنتقال إلى جهازهم البولي . في حال حدوث الإلتهاب يطلب الطبيب صورة الأشعة لمعرفة إمكان وجود خلل في نمو الكلى ، قبل أن يبحث عن الأسباب الأخرى . . .