.
ألتحف الليل متقلباً
على حشيةٍ من ورق البردي
لي مشروع بكائيّة صادرها النمل
أنا المترصّد تحولات الليل
لا شيء يخدش هذا الصمت
غير طيران السللور
وحفيف جرذان الماء
التي تؤثّث بيوتها على مقربة مني
لكل ساعةٍ في هذا المرصد النّائم بين الشعاب
تحولاتها وعقاربها
الآن تتّضح العناصر
وهي تفصح عن عريّها
لتستحمّ في ذاكرتي
كلما اشتدّ انطباق العتم
اتّسع انتشار النّجمة الزرقاء
على المياه
كلما قلت لو أنَّ…
تذكّرتك..
ترتجلين حضوراً
وتحطّين على وسائد روحي
فأنسى المشهد النّهري
تاركاً للنّمل أن يتّخذني جسراً
أنادمك
كأنّك ستفرّين إذا انشغلت حواسي عنك
مقدار التفاتة
يا لسكري لو أنه يمكث..
….
….
سال نسغي
كلّمتني جوارحي لأوّل مرة،
ورأيتك تتشكّلين من زبدٍ
ومن عسلٍ
وانخطاف
وأسرارٍ لا تمسّ
فأتكوّر مريضاً بك وبالطبيعة
…..
…..
استعرت من صلصال روحي ما يكفي
لأغمسك بمياه الأرق
وأتركك تجفين على ضلوعي
التي ترتعش
صيّرتك عشيقة لبرهة
كأنها الدهر
وأعدتك للفراغ لتكملي تشكلك
بعيداً عني
أُسمع هواجسي حجلاً يتنقل
بين العشب والصّوان
أفكر في أعالي المدن
أفكّر في العلاقة بين الشّهوة والرّعد
ولا أصل إلّا البرق…
منقوول