قصتي في تركيا .
في يوم كنت . جالس بالبيت لااعمل شيء .ودق احد الاصدقاء على جرس الدار .
فخرجت له وادخلته لغرفة الضيوف ..
وبعد السلام والله بالخير .جاء الشاي يتلألأ لونه الخمري وهو على الصحن ووسط الصينية .
ونحن نشرب الشاي .
تطاير دخان (الجكاير) السكاير وملأ اركان الغرفة .
ثم دخل الموضوع صاحبي .؟
قال لي رتبت حالي .لسفرة الى تركيا لمدة اسبوع والصراحة احب ان تسافر معي .؟
طبعا .اول ماسالته وكم يكفي من المصروف لاتمام السفرة بنجاح .
فقال لي ثلاث ملاين دينار عراقي .كافي وزايد .؟ موزايد المرحوم لا زايد يعني تكفي واكثر .
ثم قال لي هل انت تشرب (خمر) قلت له لا فقال هل تلعب قمار قلت له .لا هل تبحث عن شيء من هنا اومن هناك .
فقلت له مع بسمة مدري ضحكة .
هاي مامضمونه .ماادري .؟
فقال لي اذاً مليون دينار من غير تذكرت الطيارة يكفي .
انا كنت اعتقد حتى عشرة الاف دولار لاتكفي .
لاني لااعرف شيء عن تركيا ولااعرف لغتهم ولاعملتهم ولاحتى افكر ان ازورهم .؟
بالاخير قبلت .وزهبت حالي للسفر .
........
صاحبي شاطر .يعني خبره بكل شيء يقدم عليه .
اما انا معه مثل واحد وحامل شنطة على كتفه .لارش ولاطش . بالعراقي يسموه زوج لوكمش .؟
صاحبي .
مرتب الشغلة سابقاً .لااعرف كيف حصل على رقم تلفون مترجمة هناك . المهم عرف ودبّر حاله .
والمترجمة نسقت معاه .واتفقت على عنوان .معيّن وبعد وصولنا الى المكان نتصل عليها ثم تأخذنا للفندق المناسب لنا .؟
ولما نزلنا من الطائرة وخرجنا من المطار .طبعا بعد الاجرائات الرسمية .
فخرجنا خارج المطار .
الصراحة شاهدت كثير من السيارات التكسي . لكن صاحبي قال لي (انت اسكت ماعليك ) وعليّه الصافي .
امتثلت الى امره ولزمت الصمت مع شنطتي التي تشبه الفارغة .؟
فراح يتفرّس بالوجوه ثم وقف امام احدهم من السواق .
الظاهر كان يبحث عن احدهم يتكلم العربي .
المهم .
استئجرنا التكسي وكان صاحبها عربي فلسطيني حفظه الله واعاده الى موطنة سالما.
اعطيناه العنوان .والرجل اوصلنا بسلام والحمد لله .
العنوان .كان
مقهى كتابته بالعربي الا معناه لااعرفه .يمكن اسمه كوكانا .شنهو مااعرف المهم مقهى والسلام .
هذا اول يوم نصل بهِ على مااتذكر يمكن الساعة الثانية اوالثالثة عصرا نسيت بالضبط .ماكنت ماخذ بالي ولامهتم بالساعة بقدر مامهتم بالاستقرار .؟
الظاهر المترجمة تعرف هذة المقهى .
انها خاصة للشباب والمرتدين كلهم جنسيات غير تركية واكثرهم عرب .
مشكورة المترجمة وبارك الله بها .؟
هذا اول يوم واول نزولنا من التكسي الى المقهى مباشرةً .
جلسنا ننتظر المترجمة .طبعاً اتصلنا بها وهي فقط مسافة الطريق وتصل .
جلسنا انا وصاحبي .صادف ان المقهى مزدحم ولان الرواد عرب فتسمع ضوضاء اواصوات بدون تمييز للكلام مجرد اصوات .
الاصوات كانت كلها نسائية .؟
هذا اول يوم واول ساعة .ونحن انا وصاحبي واضح علينا كالخائفين او الخجولين او المخروشين اذا صح التعبير .
لانعرف لغتهم ولانعرف كيف نطلب شراب مثلا اواكله .
بس واحد يبص للثاني والانسات والسيدات ذهاب واياب من جنب طاولتنا ونحن مجرد انبصبص .
انا صرت ارفع شنطتي ومرة اضعها باليسرة ومرة على الجهه اليمنه .الغرض من ذلك .
على اساس اجعل من يراقبني يعرف اني ضيف جديد على تركيا .
ماكو ولاواحد منتبهلي .
مااعرف اشلون وفي لحظة خاطفة .
جائن بنات اثنين وحده من مصر والاخرى من لبنان . الظاهر عرفونا عرب ونعتبر سواح .
فسلمن بسلام لطيف .انا وصاحبي .
ردينا عليهن السلام كما احد العمالقة اوالشيوخ المحترمين وزارونا لبيوتنا .
فاول ماسلمن علينا نهضنا بوجوهن وباحترام وهيبة لهن .
حتى من نهضنا .لرد السلام بالعراقي جفلن .خافن لان نهضنا كنهضة الجندي عندما يتلقى امر .
ياجماعة هذا اول يوم واول ساعة .
فطلباً الجلوس والاشتراك معنا على الميز .الطبلة المنضدة .الطاولة .
طبعاً رحبنا لذلك .
يعني نرفض .؟
ياجماعة هذة اول ساعة .
فسئلتنا الاخت المصرية .من اين انتم
اجبنا سويتاً وبفخر نحن من العراق .
عاد راحت المصرية تدعو بالرحمة وبعمق كبير الى صدام .؟
افا . ياوسفة . صار عنوانه هذا ابوالحفرة .
المهم اول ماترحمة على صدام .أصفّر وجه صاحبي وسرعان مادنى عليّة وتراجاني ان لااجيبها .
ايضا قبلت بذلك .طبعا على مضض .فتبسمت بسمة صفراء وكظمت غيضي وسكتت .
هي عندما رحمت انا رأسا تذكرت الحرب وتذكرت الانتفاضة وتذكرت القطيعة التي هبّت على العراق من جراء ذاك اللعين .
ياجماعة هذا اول يوم واول ساعة .
وانفتح هذا الموضوع بوجهي .؟
راحت المتعة وراح طعم السفر ونخرب بيتي .لكن سكتت وبجدارة .
ثم سكتنا نحن الاثنين عنها .وبعدها غيّرت الحديث لانه لم تجد رد منّا .ولكن صار شعورنا اتجاهها
باهت سخيف مربك حتى كرهت تركيا كلها حين ماسمعت الرحمة والمديح الى من اوصلنا لهذة الحالة .
وبعد فترة .
انقذنا الوقت ووصلت المترجمة .
تعرفنا عليها .الله يحفظها .
طبعا .البنات عرفوا المترجمة واخذوها بالاحضان الظاهر معرفة قديمة.؟
وطبعا حين حضور المترجمة انسحبن البنات بطريقة من الطرق .
فجلست المترجمة وشعرت وكأن فينا وعكة مرضية .
وسالتنا هل انتم تعبانين .فقلنا لها لا .ولكن هكذا حدث معنا .
المترجمة .
تبسمت وقالت .ولاتهتموا فأن الاخت المصرية محقّه .لاني اعرف قصتها بالكامل
تعجبنا وسالناها وماقصتها .
فقالت انها ولدت ببيت فقير مدقع .وكان ابوها حرامي من الدرجة الاولى وسجن في زمن حسني مبارك ولما صدام
حارب ايران فاحتاج رجال بالداخل واتفق مع حسني مبارك على ان يعطيه كل المساجين ليشتغلوا بالعراق
وكان ابوها من ضمنهم .
ولما انتو بالحرب سيطر المصريون على مشاريع البلد والحرامي والمزوّر طبعا يستفاد الاكثر .
ولان ابوها حرامي فكان له الحظ الاكبر بجمع المال وارساله الى مصر .
وبعد فترة اشترى اكثر من بيت وفي مناطق عديدة ولما كبرت هذة البنت فتربّت على ان كل هذا الخير من صدام
لامن العراق انما من صدام .
فكيف لاتمدح بماً استافدت منه اكثر من غيرها .
ولسوء حظكم اول مانزلتو تركيا فلم تقابلوا المصري العربي الاصلي الذي يميّز الاحمر من الارجواني .
ثم هونت علينا وقالت لاتهتموا ولاتزعلوا من مصر على شان بعض افراد من صلب حرامية .
فقلنا لها لايغيرنا اي شيء اتجاه بلدنا الثاني مصر ام الدنيا .مصر ام التاريخ والعظمة
حفظ الله مصر واهلها .
المشكلة يظهر ان اجمل مكان للسائح العربي ارتقاء تلك المقهى .
لكننا تجنبناها من اجل ان لاتفلت اعصاب احدنا لان تلك الفتاة بنت الحرامي ابو الفلّة الزغيرونة دائما هناك
تترصد الجدد وتستغلهم بطريقة .؟
هي سفرة لوبعثة سياسية لابارك الله بكل جاهل على الارض .
وهدى الله كل من ضل الطريق .؟
بقلمي
ابن الاشتر
6-22-2020
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفس
