Tue, Jan 8, 2013
رأى أن هناك زعماء عديدين بإمكانهم أن يكونوا رؤوساء جيدين بدلا عن طالباني
كبير مستشاري كردستان فـي صياغة الدستور العراقي: قيام دولة كردية صغيرة أفضل من البقاء فـي اطار العراق
بغداد ـ العالم
رأى ديبلوماسي اميركي سابق ان قيام دولة كردية صغيرة افضل من بقائها ملتصقة بالعراق إلى الأبد، وأنه يتوقع قيام هذه الدولة في السنوات المقبلة، مفضلا أن يجري هذا بالاتفاق مع الحكومة المركزية.
وقال بيتر غالبرث، الذي يتولى حاليا ادارة مجلس شركة نفطية تعمل بكردستان، في معرض اجابته عن سؤال بشان اثار غياب الرئيس طالباني على الكرد في العراق، إن "الكرد بفضل اسهام طالباني في موقف قوي، فلا حكومة اقليم كردستان ولا المالكي بإمكان احدهما فرض ارادته على الآخر، وقوة الاكراد هذه نتيجة اسهام طالباني على مدى حياته".
وبين غالبرث، الذي كان على رأس فريق يوفر المشورة للسياسيين الاكراد، في اثناء مفاوضاتهم مع بغداد على صياغة الدستور العراقي، أن "الأمور المهمة حقيقة كانت منذ 2003 عندما صار تعاون مسعود بارزاني قويا جدا وجرى توحيد الحكومة الكردية، وابداء موقف كردي موحد خلال الغزو الاميركي وخلال المفاوضات على الدستور".
واعرب غالبرث، الذي يقال انه اقترح فكرة المادة 140 في الدستور العراقي، عن اعتقاده أن "غياب طالباني سيشعر به اكثر الناس الذي ليسوا في موقف قوي، مثل السنة والعديد من الاقليات مثل المسيحيين".
وعما اذا كان يعتقد أن زعيما كرديا آخر سيتولى رئاسة العراق سيكون قادرا على الحلول محل طالباني، لفت غالبرث، في لقاء مع جريدة روداو المقربة من اقليم كردستان، إلى أن "هناك زعماء اكراد عديديون بإمكانهم أن يكونوا رؤوساء جيدين، لكن منصب الرئيس ليست لديه سلطة كبيرة، وانجازات طالباني الخاصة حدثت على الرغم من أن منصبه لا يتوافر على سلطة كبيرة، وذلك بسبب شخصه هو، وبسبب من أن شخصيته كانت قادرة على تأدية دور موحد ووسيط وصانع سلام، ولا يتوافر لأي أحد آخر في موقفه نفسه".
وتابع "واعتقد ان واحدة من القضايا بالنسبة للاكراد، هي ما اذا يحتفظون بالرئاسة أو التفاوض على صفقة لتقديم رئيس وزراء جديد يشرف ويحترم الدستور، بخاصة في ما يتعلق بالأراضي المتنازع عليها وقضية النفط".
وعن رؤيته، أذا كان يحتمل حدوث مشكل بعد طالباني بين الحزبين الكرديين الحاكمين، قال غالبرث "لا اظن حدوث أي مشكل، لأن هذه العلاقة لديها أساس قوي، واعتقد أن دوري طالباني وبارزاني، كانا مهمين في بناء شراكة، وافضل مثال على هذا هو ان ابن طالباني الاكبر، قباد، يعمل مع رئيس وزراء كردستان نجيرفان بارزاني".
وعما اذا سيختار المالكي سياسيا سنيا، مقرب منه، ليكون رئيسا للعراق، فأجاب غالبرث "ان اختيار الرئيس المقبل ليس في اطار سلطة قراره. انه قرار البرلمان. وكتلته واحدة من كتل في البرلمان العراقي، ومستقبلا سيختار البرلمان رئيس وزراء اخر".
وحول السياسات الاميركية في العراق، أوضح غالبرث "انا حقا محبط من السياسات الاميركية واعتقد انه ينبغي على الولايات المتحدة الاعتراف ان كردستان حليفها الافضل في الشرق الاوسط وهي المنطقة الوحيدة في العراق التي لديها القيم نفسها والاهداف بصدد الديمقراطية، في مقابل المالكي الذي هو اقرب حلفاء ايران في العالم".
وتابع ان "لو كان الامر بيدي، لما عملت على جعل الحكومة العراقية قوية، بل بدلا من ذلك سادعم كردستان اكثر، وفي رأيي، فان واحدة من اكبر اخطاء الولايات المتحدة هي بيعها طائرات اف 16 للحكومة العراقية. ومن المثير ان ايران سعيدة جدا بحصول العراق على اف 16 على الرغم من ان الولايات المتحدة اعطتها لهم. وامل ان تغير الولايات المتحدة سياساتها وتتوجه الى مزيد من الدعم لكردستان".
واذا ما كان يعتقد ان الدستور العراقي سوف يسمح بوجود ديكتاتور آخر في العراق، رد غالبرث "طبقا لهذا الدستور، من الصعب للغاية على المالكي أن يصير ديكتاتورا، بإمكانه ان يصبح ديكتاتورا على جانب واحد، وهذا يعني انتهاكا للدستور، لهذا السبب من مصلحة الاكراد والعراقيين الآخرين احترام الدستور وتنفيذه".
ونبه غالبرث إلى أن "استقلال الاكراد ربما سيتحقق في السنوات العشر المقبلة، واعتقد أن افضل سبيل لتحقيق هذا هو بعقد اتفاق مع الحكومة العراقية". وتساءل "لماذا ينبغي أن تحكم بغداد منطقة لا تريد أن تكون جزءا من البلد؟ هذا هو المهم". واضاف أن "مسألة الأراضي المتنازع عليها ينبغي أن تحل لأن من الصعب تحقيق الاستقلال إذا أنت لا تعرف ما الأراضي التي سوف تكون تحت سيطرتك، وكلا الجانبين ـ بغداد واربيل ـ في حاجة إلى التوصل لتسوية بهذا الصدد".
وخلص الديبلوماسي الاميركي السابق، إلى القول، إن "دولة كردية صغيرة افضل من الالتصاق بالعراق الى الابد، ولربما كان من المهم في القرن التاسع عشر أن تكون هناك حدود لها، لكننا الان في القرن الحادي والعشرين والحدود لم تعد مهمة، لهذا السبب من المهم أن تتوصل بغداد واربيل الى تسوية بهذه القضية".