Tue, Jan 8, 2013
العراق يغلق حدوده مع الاردن اعتبارا من يوم غد الاربعاء
إغلاق «طريبيل» يعود لمعلومات باستهداف الأنبار ونواب يعدونه حصارا طائفيا
ايلاف
تلقت مديرية الأمن العام إخطاراً من الجهات المعنية في الجمهورية العراقية الشقيقة مفاده أن الحدود العراقية ستغلق من جانب واحد (منفذ طريبيل الحدودي) اعتباراً من يوم غد الأربعاء الساعة السادسة صباحاً وذلك لأسباب خاصة لديهم.
وتهيب مديرية الأمن العام بالمواطنين وسائقي الشحن والخاص بعدم التوجه الى الحدود العراقية في الوقت والتاريخ أعلاه تجنباً لانتظارهم المطول ولتوفير الوقت والجهد عليهم ولحين الإعلان عن فتح المنفذ الحدودي بشكل رسمي من جهة السلطات العراقية والإعلان عن ذلك من قبل مديرية الأمن العام عبر وسائل الإعلام المختلفة.
علماً بأن الاتصالات جارية عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية مع الجانب العراقي للتنسيق ومتابعة هذا الأمر.
المحافظة نفت تسلمها أمرا بالقرار وعمان أكدت أن إجراء بغداد من طرف واحد وحذرت السائقين من التوجه للحدود
مصدر بالدفاع لـ« العالم »: إغلاق «طريبيل» يعود لمعلومات باستهداف الأنبار ونواب يعدونه حصارا طائفيا
بغداد – العالم
بررت وزارة الدفاع أوامرها بغلق منفذ طريبيل الدولي مع الأردن، ورفع درجات الانذار في المنافذ الحدودية الأخرى للأنبار، الى محاذير أمنية من استهداف المحافظة بناء على معلومات.
في وقت اعتبر فيه نواب عن الأنبار عملية غلق المنفذ بمثابة حصار اقتصادي يستهدف "أهل السنة"، مستبعدين أن تدرس لجنة الأمن والدفاع النيابية هذا الموضوع في ظل احتدام الخلافات بين الكتل البرلمانية.
في حين نفى مجلس محافظة الأنبار، تسلمه أمرا بإغلاق المنفذ، الذي أكد انه يعمل بصورة طبيعية، ولن يؤثر عليه قطع الطريق الدولي الرابط بين كل من سورية والاردن مع بغداد كثيرا.
من جانبها، أكدت السلطات الأردنية تسلمها بيانا من الجهات العراقية بإغلاق المنفذ من جانب واحد، وحذرت سائقيها من التوجه الى الحدود في هذه الفترة.
وقال مصدر مطلع في وزارة الدفاع، لـ"العالم" أمس، ان "أوامر باستنفار امني في الانبار وخصوصا الحدود الموازية لسورية والاردن، شملت غلق منفذ طريبيل الحدودي ابتداء من صباح يوم غد (اليوم) الأربعاء، صدرت من قبل الوزارة على خلفية ورود معلومات باحتمال حصول خروقات أمنية هناك"، مبينا أن "الإجراء أمني بحت، ولا وجود لمعنى الحصار الذي يتحدث عنه نواب الأنبار أو المسؤولون هناك".
وأضاف المصدر أن "معلومات وردت الى الوزارة تفيد بوجود تهديدات أمنية قد تتعرض لها الأنبار، لذلك اقتضى ترتيب الأوراق الأمنية من جديد، تحسبا لأي استهداف أمني".
وحول صلة الموضوع بما يشاع من بروز ظاهرة جمع السلاح بين أهالي الأنبار، نفى "وجود أية صلة تذكر بهذه الإشاعات المغرضة، لأن معلوماتنا تشير الى أن التظاهر ما يزال سلميا"، مبينا أن "أمر إغلاق منفذ طريبيل يتعلق بالإرباك الكبير الذي حصل فيه، ويحاول الجيش السيطرة عليه لإعانة القوات الأمنية المتواجدة هناك، بهدف حفظ أمن السيارات والشاحنات الواردة عبر هذا المنفذ".
وتابع أن "قرار الإغلاق إجراء أمني بحت لا يهدف لاستهداف أحد، ولا علاقة لوزارة الدفاع بالامور السياسية"، مؤكدا أن "المنفذ سيغلق من الساعة السادسة من صباح (اليوم) الاربعاء، وحتى إشعار آخر".
وأضاف أن "منفذ الوليد شبه متوقف أصلا منذ اندلاع الاحداث في سورية".
من جانبه اعتبر عيفان العيساوي، النائب عن محافظة الأنبار في القائمة العراقية، ان الاجراء "حصار اقتصادي على محافظة الانبار والسنة".
وقال في حديثه مع "العالم" امس، إن "غلق منفذ طريبيل يستهدف الانبار حصرا، لأن المحافظة سنية، وهذا ضغط على السنة، وتصرف غير مسؤول"، لافتا "اتصلت بقائد عمليات الانبار، فأبلغني أنه ينفذ تعليمات وزارة الدفاع في بغداد".
وتساءل العيساوي "هل تعي وزارة الدفاع ما معنى غلق منافذ حدودية لمحافظة مع دول الجوار"، مضيفا "اذا كانت الدولة غير قادرة على إرضاء جمهور محافظة واحدة، فكيف لها أن تبني دولة وأن تحقق عدلا".
وبين العيساوي، وهو عضو بلجنة الامن والدفاع النيابية، "تكلمت مع رئيس اللجنة حسن السنيد بهذا الشأن "لأن الإجراء يزيد الطين بلة، ولا يزيد النار الا سعيرا"، مستبعدا "اصدار توصية في جلسة يوم غد (اليوم)"، إذ بين أن "خلافا شديدا نشب في جلسة اليوم (أمس) على خلفية طلب العراقية تشكيل لجنة للتحقق من حديث العلواني الذي يدعي البعض أنه سب الأخوة الشيعة، ونحن نستنكره ان كان واقعيا".
ودعا الحكومة الى "التراجع عن هذا القرار"، منوها الى أن "غلق الحدود سيشجع جماهير اخرى للتظاهر، باعتبار ان رئيس الوزراء صار يخسر الشارع يوما بعد آخر". وعن التأثير الاقتصادي على الأنبار بسبب الغلق، قال النائب عن العراقية إن "حصة المحافظة بالنسبة لواردات المحافظة تبلغ 5 بالمئة، وأن المحافظة يمر منها اكثر من 1000 ناقلة شحن يوميا، وهذا يحرك ويشغل الاسواق والمحال ومحطات الوقود والمطاعم والكثير من المجالات الأخرى"، مضيفا أن "كل سواقي الناقلات والصهاريج والتريلات هم من أهالي الأنبار".
وزاد "نحن أحصينا قبل سنتين صهاريج النفط، وسجلنا عائدية 3500 صهريج الى أهالي الأنبار، فإذا كان كل صهريج يعيل عائلة وكل عائلة مكونة من 5 أشخاص فإنه سيعطل عيش أكثر من 15 الف مواطن"، نافيا "تأثير ذلك على المتظاهرين"، إذ أوضح، أن "أعدادهم ستزداد، وسيرفع من سقف المطالب، ويؤزم الموقف". ونفى العيساوي "وجود أية نية لدى المتظاهرين لاستخدام العنف"، مضيفا "لا نسيء الظن بالمتظاهرين، فهم لا ينوون استخدام العنف بأي شكل من الأشكال، وأن المظاهرات سلمية، وأن أهل الأنبار، سيلتزمون حتى اللحظة الأخيرة بالدستور والقانون، ولن يخرجوا عنهما لأنهم أناس مسالمون".
"العالم" حاولت الاتصال بالعديد من المسؤولين المحليين في محافظة الانبار، لكنهم رفضوا الرد على اتصالاتنا أو أغلقوا هواتفهم، لكن سعدون عبيد الشعلان نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، نفى في تصريح صحفي أن "تكون قيادة عمليات الأنبار أبلغتهم بغلق منفذ طريبيل مع الأردن، وأن حركة سير المركبات تمر بشكل طبيعي". وأوضح الشعلان أن "ما حصل، هو إغلاق للطريق الدولي السريع قبل منطقة منفذ طريبيل، وهذا ما ظنه بعض السياسيين إغلاقا للمنفذ"، مشيرا الى "وجود طرق ترابية وفرعية أخرى غير الطريق الدولي السريع".
وكان مستشار محافظ الانبار محمد فتحي أكد في وقت سابق لـ"العالم" امتناع الكثير من أصحاب الشاحنات والصهاريج استخدام الطرق الترابية كبديل للطريق الدولي السريع الذي يعتصم وسطه المتظاهرون منذ نحو أسبوعين.
في غضون ذلك، أكدت مديرية الامن العام الأردنية، تلقيها بيانا من "الجهات العراقية المختصة تفيد (فيه) بغلق منفذ طريبيل من جانب واحد".
ونوهت في تصريح صحفي الى أنها "تهيب بالمواطنين وسائقي الشحن بعدم التوجه الى الحدود العراقية في الوقت والتاريخ أعلاه، تجنبا لانتظارهم المطول ولتوفير الوقت والجهد عليهم، ولحين الإعلان عن فتح المنفذ الحدودي بشكل رسمي من جهة السلطات العراقية والإعلان عن ذلك من قبل مديرية الأمن العام عبر وسائل الإعلام المختلفة".