النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

قراءة في قصائد ( إبراهيم العامري )

الزوار من محركات البحث: 110 المشاهدات : 1117 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    سيد حامد
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: العراق - الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 275 المواضيع: 235
    صوتيات: 27 سوالف عراقية: 69
    التقييم: 199
    مزاجي: حسب الظروغ
    المهنة: مدير مدرسة
    أكلتي المفضلة: السمك المسكوف الدولمه
    موبايلي: galaxy 7core
    آخر نشاط: 28/July/2018
    مقالات المدونة: 29

    قراءة في قصائد ( إبراهيم العامري )



    26/12/2012 12:00 صباحا

    التكثيف... وصياغــة الصورة
    جاسم عاصي
    لعل الشعر هو الكلام الذي يوجز في التعبير ويختزل لغرض صياغة المعنى. وهذا الاختزال يمنح النص قوة مـتأتية من قوة المحتوى وقدرته على مواجهة الظواهر وعكسها في الشعر. إن الحالة النفسية للشاعر، وما يشكله مكوّنه المعرفي الناتج من مداولة المفردات اليومية، وطبيعة المناخ الذي يضغط على مكوّن النص، يولّد نوعا ً من التوتر، الذي لا يُحسن بناء معمار القصيدة على ضوئه، إلا من امتلك الموهبة لذلك.
    فالشعر بعامة، والشعر الشعبي بخاصة ينفتح على الأسئلة الأزلية في الوجود، ولنا في القصائد المبكرة للشاعر ( حامد العبيدي ) مثالا ً على طرح الأسئلة الفلسفية المتعلقة في الوجود أو عدمه. وفي هذا ثمة أمثلة كثيرة لشعراء رواد ومحدثين ما زالت الذاكرة تحتفظ بصدى نصوصهم احتوتها صفحات جريدة ( كل شيء ) في الستينيات من القرن الماضي التي كانت ميدانا ً تبناه رئيس التحرير آنذاك الأستاذ ( عبد المنعم الجادر ). وبين أيدينا قصائد احتواها ديوان شعر بعنوان ( همسات شائكة ــ ومضات ــ ) للشاعر ( إبراهيم العامري ) التي تميّزت بالإيجاز والومضة الشعرية. فمن العنوان نجد ثمة مفارقة، لأنه يحاول الموازنة بين مفردة ( همسات ) وهي تعبّر عن نداء الروح عبر إيقاع خفيف طيفي لا تسمعه سوى ذاتين، وهي ذات الشاعر وذات المتلقي. ولعل ( شائكة ) ما يكشف طبيعة هذه الهمسات سببا ً ونتيجة. وهي مفردة تعكس صورة الواقع باقتضاب واسع ــ إن جاز التعبير ــ ونقصد به القول مقرونا بالابتعاد عن ردود الفعل المحتملة لدى السلطة المطلقة في الوجود. صحيح إن محتوى همسات الشاعر هنا وجودية، إلا أنها بالتعبير العام سياسية تنم عن قدرة فنية في احتواء الكل بكثافة لغوية ملفتة للنظر، تعبّر عنها مقولة ( النفـّري ) إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة. وهذه العبارة استفاد منها الشعراء إلى حد كبير، مقرون قولهم بالموهبة التي تستعين بالإيجاز موحية بالقول الأوسع , وهذا له تعلق بطبيعية الرؤى التي تتحلى بها موهبة الشاعر.
    و( إبراهيم العامري ) يقع تحت ضاغط اجتماعي سياسي وهو يصوغ جملته الشعرية، كذلك يخضع لطبيعته التي تـُسفر عن مكوّن وجودي بحت. وهذا الأمر يدفعه للتعامل مع مفردة الحياة بتعبير يمزج بين السخرية تارة، وروح النقد الموضوعي تارة ثانية، ثم الحدّة في التعبير في تارة ثالثة. وعالمه الشعري زاخر بالمفارقات النقدية التي عكست رؤيته لما يعيش ويعاني، باعتباره يمثل الشريحة الاجتماعية التي يقع عليها كل حيّف الواقع وظواهره المنحرفة.
    إن الضربة الشعرية. أو كما أسماها الشاعر بعنوان فرعي ( الومضة ) هي التي تمتلك القصيدة وتـُحسن قيادتها من أجل التعبير عن المسكوت عنه أو المقموع، أو بتعبير أدق الصورة التي قـُطع لسانها لكي لا يعبّر عنها. وفي هذا يشكّل قصيدته متتبعا ً الأثر الذي تتركه الظواهر بإيجاز مفرط، لكنه لا يؤذي الملكة الشعرية ويربكها. وهي في جملتها قصائد قصيرة تعكس صورة الواقع ــ الأثر ــ الذي يعمل على مصادرة حرية الآخرين، ويعطـّل إرادتهم، وفرصة وجودهم للعيش بسلام ودعة. ولعل ما ثبته الشاعر في العتبة الثانية من الديوان وهو قول للشاعر الراحل ( كاظم إسماعيل الكّاطع ) وفحواه..
    سوف تؤدي بنا قصاصاتك هذه يا إبراهيم إلى الرضوانية.. دال على التحذير ومغبة الوقوع في شرك السلطة. وهي فعلا ً قصاصات من القصائد المكثفة التي تعكس لوعة الشاعر وولعه بالمسكوت أو المحذور منه في الحياة. حيث تتوزع على أنماط متعددة، تربطها سمة النقد اللاذع غير الميّال والمنتبه للتحذير. فلكي يعبّر عن السحق الاجتماعي الذي يولده السحق السياسي من خلال تغييب الذات وتذويبها في اللاشيء يعبّر عن ذلك من خلال تناول ظواهر تفرز انثيالات شعرية متنوعة، لعل الاستهانة بقدرات الإنسان مثلا ً واحدة من الظواهر والصور التي التقطها الشاعر مكثفة انعكاسها عليه بوصفه واحدا من جماعة وقع عليهم هذا الحيّف فيقول : ( عيّنت نفسي ملك / أعد خطوات / الأميرة / وستمرت بالمشي / أو هيّة بالواجب / قديرة / وشتهت فرشوني / الهه.. / كالت انته / أجمل حصيرة ) ولا يبتعد بتكثيفه للمشهد والحس الذاتي إزاء ما يتعرض له الإنسان. فهو كشاعر يحمل رسالة يجد نفسه سائرا ً وسط زخمها، متناولا ً أدق ما تفرزه من صور تـُكيل للإنسان الضربات الماحقة للوجود فهو يعالج مسألة كبت الحريات وكمّ الأفواه بمفردات بسيطة وقليلة، غير أنها بالتقييم العام كبيرة وذات دلالات واسعة : ( دخل دورة / ايريد يتعلم /كلام / او من دخل / حذره الحاجب / كَله ممنوع / الكلام )
    إن الشاعر في قصائده، يبدأ بالسهل في التعبير والظاهر من المشاهد، لكن معالجاته الشعرية تـُكسب المشهد رهافة جديدة تعكسها قوة الخيال الشعري المحكوم بمعارضة الآخر المستغِل. وبهذا يرقى بالمشهد أو الظاهرة إلى مصاف واسعة. ويمكن أن ندرج هذا في ما يصطلح عليه المسكوت عنه أو المحذور منه مثل :( فصّل أحلامك / على ميز الطعام / ابتخمة عيشة / او عله الجايع / يا سلام... ! /الزكاة من شرعنوهه/ مثل ما للأسد حصه / بيهه حصة للحمام ) فهو لا يطرح مبدأ العدالة الاجتماعية، بل يسخر من تطبيقات الشرعنة من خلال نتائج تطبيقها. وبهذا يكتسب شعره رؤية ناقدة.
    أما في تناول النقاء في التاريخ والموقف، فانه يذهب إليه من زاوية، هي أكثر نقاء، وهي زاوية نقاء سريرة الأنبياء في نظرتهم للحياة المجردة من المصالح : أكو / ركَبه اتشيل راس / واكو / ركَبة اتشيل كاس / وكو ركَبه تريد راس / واكو / ركَبه شايله وجه / النبي او ما بيهه / راس ولعل المفارقة في الشعر تتوفر في قصائد الشاعر.
    فهو يعمد إلى أن يُحدث نوعاً من التباين بين الصور الواقعية، لغرض إحداث نوع من تشخيص التناقض الحاصل : الحرامي / ابسرعه يركض / تايه..
    تايه/ يركض الحارس وراه/ سمع بالصيده / قويه / ركض اسرع / والحرامي ظل / وراه
    كما أن صوته الجريء قد تخلل قصائده، متخفيا ً وراء البنية الفنية، أو بنية الإرسال المعتمد على البرقيات الشعرية.
    ففي قصائده ثمت محذوف، تـُظهره وتؤشره بعض الصياغات أو الجمل القصيرة ذات الوقع شديد التأثير. وبهذا يكتمل في شعره أكثر من توجه في إعادة صيغة الواقع بلغة النقد ففي قصيدتين قصيرتين، نجد فيهما مضمرا ً تـُحيله مناخاتها. ففي الأولى يقول:(ساقوني / من حرب الحرب / والموت ممنوع / هم لو حديد البشر / باول معركه ايموع / هيكل عظمي انتصراتي / امنوط / وسام الجوع ) وفي الأخرى يذكر : خربت / يخوي ابو لهب / جنت / وحدك باللقب / هسه مليون / ابو لهب / ذهَبْ... ذهَبْ / كل شي ابوطنة / ذهب .
    كل هذه الأغراض في شعر ( إبراهيم العامري ) امتلكت مصداقية الشعر الشعبي، بعيدا ً عن تسويقه لصالح الآخر المستبـِد. كما وأنه وللتاريخ نشر أكثر هذه القصائد في فترات الحرب والحصار، مما اكسبها الشجاعة المضافة إلى الفن الذي ارتقت إليه قصيدته، بلاغيا ً واسلوبا ً،تركيزا ً ومفارقة وتكثيفا.


  2. #2
    من أهل الدار
    ★l̃̾σ̃̾я̃̾d̃̾★
    تاريخ التسجيل: September-2012
    الدولة: Iraq - Wasit - AL Kut
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,719 المواضيع: 1,713
    صوتيات: 53 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 11280
    مزاجي: كـ{مَــوؤـج الــبَحَـر}
    المهنة: Biological
    أكلتي المفضلة: Pizza
    موبايلي: I phone
    آخر نشاط: 26/April/2021
    مقالات المدونة: 28
    شكرا على التقرير الجميل
    لا حرمنا القادم من جديدك
    ودي وعبير وردي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال