سيدة تتابع المحصول بقرية المطلقات والأرامل
قبل 21 عاما وبمبادرة من وزارة الزراعة واستطلاح الأراضي، وجدت مجموعة من النساء الأرامل والمطلقات أنفسهن في قرية أُسست لهن فقط، فلا تدب فيها أقدام المتزوجات.
وتحت شعار "عفوا لا يمكن للرجال السكن هنا"، وجدت النساء أنفسهن في مجتمع صغير في إحدى قرى محافظة أسوان بمركز أدفو، والتي أطلق عليها "السماحة"، يغلب عليه الإناث فكل من في القرية من ذكور هم صغار هؤلاء النسوة فقط.
بمجرد أن تدب قدماك القرية التي تقع في جنوب مصر، تجد نساء جميعهن يُمسكن بفؤوسهن في الصباح الباكر لزراعة الأرض، ويحصدن المحاصيل ويرعين الماشية لينفقن على أنفسهن وأولادهن، وفي المساء يحمين أطفالهن، فهن رجال الأرض والبيت.
بداية القصة، كانت في عهد وزير الزراعة الأسبق يوسف والي، الذي تبنى مشروع لاستصلاح قطعة أرض في أسوان، شريطة أن تستفيد منه فقط الأرملة أو المطلقة المعيلة وذلك من خلال أن يوفر لها منزل وقطعة أرض يكفلان لها حياة كريمة.
واستطاعت سيدات القرية اللاتي جئن من كافة ربوع مصر أن يتغاضين عن نظرة المجتمع لهن كسيدات مطلقات، وعملن على استصلاح الأفدنة الخمسة اللاتي حصلن عليها، ليحولنها إلى جنة بعد أن كانت صحراء جرداء.
شروط عده وضعتها وزارة الزراعة للسيدات اللاتي ينتقلن للعيش في القرية، أبرزها ألا تفكر السيدة في الزواج مرة أخرى وفي حين أرادت ذلك عليها مغادرة القرية على الفور لترك المجال لغيرها، إذ أن السعة السكانية للقرية 300 أسرة، كل أسرة مكونة من أم وأبنائها فقط.
وتقول إحدى السيدات، رفضت ذكر اسمها، لـ"هُن"، أن هناك أكثر من سيدة غادرت القرية بعد أن قررت الزواج مرة أخرى، وأن شباب وشبات القرية يلجأن للزواج من مسقط رأسهن والاستقرار هناك، كون المكوث في القرية يقتصر على المطلقات والأرامل فقط، وأن هذا التصرف بات عُرف في القرية بأكملها.
وعن ملكية الأرض من عدمها، تقول السيدة الخمسينية، أن الأرض تصبح حق السيدة عقب 15 عاما من وجودها بها، وأنه في حال زواجها يصبح هذا الاتفاق لاغي وتعود مرة أخرى ملكًا للدولة: "إحنا عايشين في سلام، ومبيدخلش القرية راجل غير لو ست مش عارفة تزرع فبتأجر راجل من القرى المجاورة يزرع ومع غروب الشمس يرجع بلده، ممنوع الليل يطلع عليه في القرية".
أما عن خدمات القرية، أوضحت: "عندنا مدرسة ووحدة صحية وكمان في أمن في القرية وغفير بيلف طول الليل والحمدلله محدش فينا قبل كده اتعرض للسرقة".