البطاط خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم في بغداد/ تصوير (W.K)
حزب الله: الشيعة هم المهمشون وعلى
انتقد حزب الله في العراق، اليوم الثلاثاء، الشعارات التي تدافع "عن الفساد والقاتل والمجرم" التي رفعت في التظاهرات مؤخرا، وفيما خيرت العراقيين بين "قتال الشيعة والسنة أو الحوار"، أكدت ان شيعة العراق مهمشون بالرغم من ان الحكومة شيعية، داعيا إلى خروج تظاهرات لتثبيت المادة 4 إرهاب.
وقال أمين عام الحزب، واثق البطاط، في مؤتمر صحافي عقده في قاعة الهادي للمناسبات الدينية في بغداد وحضرته (المدى برس) "إننا ضد أي متظاهر يرفع شعار الدفاع عن الفساد والقاتل والمجرم"، مضيفا "لدينا ملاحظات على تظاهرات الأنبار وأول ملاحظة أن هذه التظاهرة انطلقت بعد ان ألقي القبض على متهمين بالأجرام وهم حماية الوزير العيساوي".
وخير البطاط "الشعب العراقي بين خيارين، الأول أن نتقاتل سنة وشيعة إلى ما لا نهاية أو أن نتحاور ونتحاب وكل يأخذ استحقاقه ويعلم الجميع ما هو استحقاق الشيعة وماهي استحقاق السنة".
وأكد البطاط أن "المتظاهرين يقولون أن السنة مهمشون وطبعا نحن نعلم والكل يعلم أن الشيعة هم المهمشون وهذه الحكومة لم تعط للشيعة كل حقوقها على الرغم من أنها شيعية ونحن تنازلنا عن الكثير من الحقوق كشيعة لأننا نأمل أن يتفهم إخواننا السنة أننا نحبهم ونحن منهم وهم منا ونحن معهم في كل مطالبهم المشروعة قولا وفعلا".
وتابع البطاط "ونحث الحكومة باسم الشعب ان تغير نظام الحكم من نظام محاصصة إلى نظام حكومة أغلبية أو نظام رئاسي ليتحمل الرئيس مسؤولية التقصير ونستطيع ان نشير إلى المسيء ونعلم من المفسد ومن المصلح".
ونفى أمين عام حزب الله العراقي حدوث حالات اغتصاب في السجون العراقية، مؤكدا "نحن في حزب الله نؤيد كل الأصوات التي تدافع عن الحق والعرض العراقي واذا كان العرض العراقي منتهك فعلا في السجون فنحن مع مطالب الشعب ولكن ما ثبت لدينا انه لم تغتصب أي عراقية في السجون منذ السقوط إلى الآن"، مستدركا "لكننا نسمع في الليل والنهار ان الإرهابيين في السجون يعيشون حياة رفاهية وهذا يفتح الباب أمام الإرهابيين لأن يرتكبوا الجرائم".
واعرب البطاط عن اعتقاده بان "على الشعب العراقي أن يتظاهر اذا ما اطلق سراح مجرم وعلى الشعب العراقي ان يتظاهر على السماح لعزت الدوري ان يصرح في الفضائيات ويجب على الشعب ان يتظاهر اذا ما خرج مجرم مثل طارق الهاشمي لدول الجوار وتؤويه لأسباب طائفية يرفضها الشعب العراقي".
وبين امين عام حزب الله في العراق "كان كل العراق مستعدا للخروج بتظاهرات لاستشراء الفساد لكن الذي حال بين الشعب العراقي في المناطق الشيعية هو خروج عزت الدوري محاولا ان يصادر أصوات المتظاهرين ويريد ان يقول ان الشعب يريده ويرغب في أن يستعيد البعث الظالم مجده من جديد ويتسلم السلطة في العراق".
وطالب البطاط "الشعب العراقي من شماله لجنوبه ان يخرج بتظاهرات لتثبيت المادة 4 إرهاب للقبض على المجرمين وتفعيل الإعدامات وخصوصا التي تخص المجرمين القتلة وان يطالب الشعب العراقي الحكومة بمطاردة المجرمين وإلقاء القبض عليهم ويطالب الشعب العراقي بتظاهرة الحكومة بان تثار للمجاهدين الشرفاء والخيرين الذين ضحوا بدمائهم لأجل هذا البلد".
وتظاهر المئات من اهالي محافظات كربلاء وواسط والديوانية، اليوم الثلاثاء، تأييداً لرئيس الحكومة نوري المالكي وتنديدا بـ"الخطابات الطائفية"، وفي حين طالبوا بإجراء انتخابات مبكرة وحل الحكومة والبرلمان، اكدوا رفضهم إلغاء قانون مكافحة الارهاب.
وتشهد البلاد منذ الـ(21 من كانون الأول 2012)، تظاهرات على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، انطلقت شرارتها من محافظة الأنبار، لتمتد إلى محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك، تنديداً باعتقال حماية العيساوي وسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات وإلغاء قوانين المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتطبيق قانون العفو العام وإسقاط حكومة المالكي.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طالب في بيان له، الجمعة ( 4 كانون الثاني 2013)، المتظاهرين في المحافظات كافة إلى "الالتزام بالقانون" والحصول على إجازة مسبقة للتظاهر، ودعاهم إلى إلغاء المطالب التي تعد خارج اطار "السلطة التشريعية".
وتزامن بيان المالكي مع دعوات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وخطيب وممثل السيستاني في كربلاء أحمد الصافي، إلى رئيس الحكومة للاستجابة لمطالب المتظاهرين ووضع حلول جذرية للأزمة السياسية في البلاد، فيما طالب إمام جمعة أبو حنيفة النعمان محمود عبد العزيز، رئيس الوزراء بألا يكون مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أستهزأ بالتظاهرات فأسقطته.
وكانت القائمة العراقية دعت، في الـ(23 من كانون الأول 2012)، أهالي نينوى وصلاح الدين والأنبار إلى الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم في نظام ديمقراطي "يكفل حقوق الجميع"، وفي حين اتهمت رئيس الحكومة نوري المالكي بـ"افتعال" قضية حماية العيساوي "للتغطية على فشله".
فيما حذر الصدر، رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من أن "الربيع العراقي" قادم، وفي حين وصف المالكي بـ"الدكتاتور الذي يتفرد بالسلطة ويعمل على أقصاء الأخرين"، دعاه إلى "إتاحة" الفرصة للشركاء السياسيين لبناء العراق.
وطالب رجل الدين البارز، عبد الملك السعدي، متظاهري الأنبار، في الـ(30 من كانون الأول 2012)، بـ"الابتعاد عن الكلمات النابية"، ودعا المرجعيات الدينية إلى "نصح السياسيين"، ووصف المتظاهرين بالسائرين على درب الحسين، عادا من يصفهم بالطائفيين "بالمخطئ".
ويرى محللون سياسيون أن استمرار التظاهرات في البلاد، التي اتهمت من بعض الكتل السياسية بالطائفية، يولد مخاوفا من عودة البلاد إلى سنوات العنف الطائفي خلال الأعوام (2005، 2006، 2007)، في حال عدم تدارك الأزمة.