مدينة عامودا الكوردية
تبعد عن مدينة القامشلي بحوالي 30 كم ، يعود تاريخها المثبت في ذاكرة المعتمرين إلى أكثر من ثلاثة قرون ، إذ هناك أسر كثيرة في المدينة يعدد المسنون فيها أسماء أجدادهم حتى الرقم الثامن والتاسع وربما العاشر أحيانا كما أن مقابر المدينة تشهدعلى تاريخها اذ يعود تاريخ مقبرتها الحالية إلى عام 1929 وهو العام الذي توفي فيه الملا عبيد الله "سيدا" وكان أول من دفن فيها في حين أن المسنين
لا يعرفون شيئا عن بدايات المقبرة الأقدم من المعالم الأثرية في المدينة
تلها الشهير Gire şermola وجامعها الكبير المعروف في المنطقة بأسرها إذ
كانت تتبعه مدرسة دينية تخرج منها منذ بدايات القرن العشرين وحتى منتصف
الستينيات العشرات من حملة الإجازة العلمية في الفقه والشريعة وعلوم
التفسير فضلا عن النحو والصرف والبلاغة والمنطق بلغت هذه المدرسة أوج
ازدهارها في العشرينيات من هذا القرن تحت أشراف المرحوم العالم ملا عبيد
الله هيزاني " سيدا " حيث كان يتوافد طلبة العلم من مختلف مناطق كوردستان
على المدرسة ونذكر من طلاب هذه المدرسة المرحوم العالم ملا عبد الحليم
إسماعيل الذي كان ضليعا في المذاهب الفقهية الإسلامية الأربعة وكان
معروفا لدى العلماء المسلمين في العديد من الدول الإسلامية كما أن الشاعر
الكوردي الشهير جكرخوين " ملا شيخموس " هو نفسه من بين طلبة هذه المدرسة
هذا بالاضافة الى كل من ملا عبد اللطيف إبراهيم ، وملا شيخموس قرقاتي
رحمهم الله جميعا .
عدد سكان منطقة عامودة حوالي 120 الف نسمة منهم نحو 50 ألف في عامودة المدينة نفسها أما البقية فهي تتوزع على القرى التابعة لها وعددها في حدود 150 قرية نسبة الكورد في منطقة عامودة هي 98% بالمائة أما البقية فهم عرب وأقليات أخرى
ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن تل عامودة أصبح في الجانب التركي من
الحدود وذلك بموجب الاتفاقية الفرنسية – التركية في 1921 في حين ان
الطريق التي كانت تربط عامودة بماردين أصبحت غير سالكة بفعل التقسيم علما
بأن هذه الطريق مازالت تعرف حتى الآن بين السكان بطريق المدينة Riya
Bajer كما توجد طرق أخرى تسمى Riya Dare أي طريق داري التي كانت تربط بين عامودة وقرية داري الشهيرة بآثارها التاريخية القديمة وهي تقع اليوم
نتيجة التقسيم في الجانب التركي من الحدود .
تستمد عامودة حيوتها من كونها المركز الإداري التجاري للمنطقة الزراعية
الخصبة التي تحيط بها ففيها توجد المحلات التجارية التي تلبي حاجة
المستهلكين بالإضافة إلى الورشات الصناعية التي تخدم القطاع الزراعي
وتسد الحاجات المنزلية