نبذة مختصرة من سيرة الإمام علي الهادي «عليه السلام»
ولد الإمام علي الهادي(ع) في موضع من أرض المدينة يسمى (صربا) للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين للهجرة. وقد نشأ وترعرع في ظل أبيه، وتحت رعايته، فأبوه الإمام محمد الجواد(ع)، «وارث علوم أهل البيت»، وكان الناس يرون فيه سيد أهل البيت.
فقد كان الإمام (ع) قدوة في الأخلاق والزهد والعبادة، ومواجهة الظلم ورفض الظالمين، ومنارا للعلم والعمل والالتزام. لذا فقد وصفه العلماء ورجال السياسة وأصحاب السير بما يستحق من صفات العلم والفضل والأدب.
الإمام الهادي «عليه السلام» ومهام الصراع السياسي
حفلت حياة الإمام الهادي(ع) بالمعاناة السياسية، وعايش في عصر إمامته بقية حكم المعتصم، كما عايش حكم الواثق والمنتصر والمستعين والمعتز. وقد حفلت هذه الفترة بالحوادث والصراع السياسي المرير بين العلويين والحكام العباسيين، فأصاب الإمام منها الأذى والاضطهاد، فهو على الرغم من أنه لم يخطط لعمل مسلح، لعلمه بحقيقة الأوضاع والظروف السياسية وعدم نضجها أو لاءمتها للتحرك، إلا أن الحكام العباسيين كانوا يخافونه وكانوا يرون فيه سيد أهل البيت وصاحب الكلمة النافذة. والذي يدرس حياة الإمام الهادي (ع) منذ وفاة أبيه وتحمله مهام الإمامة، وحتى وفاته، يجدها حياة مليئة بالتحديات والصبر والثبات العقائدي والسياسي.
وقد ابتدأ الإمام حياته السياسية من أواخر عهد المعتصم وكان قد تولى منصب الإمامة بعد أبيه الإمام محمد الجواد (ع) سنة (225) هـ.
وبتولّي المتوكل الخلافة لقي الطالبيون الأذى والاضطهاد، فقد كان يعاملهم بقسوة وكراهية شديدة، وكان يضيق عليهم، ويمنع عنهم المساعدات المالية، ويحرم على الآخرين أن يعينوهم أو يخففوا عنهم.
من المدينة إلى سامراء
ولم يكن الإمام الهادي (ع) ليغفل عن هذه المحنة وذلك الظلم والعسف، لذا كان يركز موقعه، ويقوي علاقته بأبناء الأمة وينشر مبادئ الإسلام. ويربي جيلا من العلماء والرواة. وحين أصبح موقع الإمام في المدينة المنورة خطرا يهدد كيان المتوكل، عمد المتوكل إلى استدعائه وجلبه من المدينة إلى سامراء ليكون تحت الرقابة والمتابعة اليومية وذلك سنة(243)هـ. وفي سامراء وضعت رقابة مشددة وتعرض للمضايقات ضد الإمام وأتباعه فتارة يحاولون النيل من شخصيته، وأخرى سجنه واغتياله، وثالثة يفتش بيته، ويجلب ليلا إلى المتوكل بتهمة الإعداد للثورة والمواجهة، وأخرى يسعون لإيجاد زعيم بديل عنه. وكل تلك المحاولات باءت بالفشل.
وفاة الإمام الهادي «عليه السلام»
توفي (ع) في رجب سنة(254) هـ في سامراء ودفن في داره، وذلك أيام خلافة المعتز، وكان مقامه في سامراء إلى أن توفي عشر سنين وأشهرا، وكان عمره، يوم توفي، إحدى وأربعين سنة.
قال ابن شهرآشوب: (استشهد مسموما، وقال ابن بابويه: وسمّه المعتمد)