الموت رحلة لكن لا رجوع له
والنفس ذائقة طوعا وكرهانا
قد فرّق الجمع فرقا هداميّا
ويؤخذ الخلق عاش كجولانا
إن المنون لسيف صارم الودّ بيـ
ن الصحبة قهر دون أيّ خصمانا
إن جاء للخلق والأسرار بارزة
من الصّناع خفت للأهل جهرانا
لكل شيئ دواء فى تصرّفه
لا الحمام مفرّ يأتى فجآنا
منه يفرّ البرايا فى حبائله
لا نفع من ذا الفرار ذاك جبّانا
يروم عمرا طويلا فى مقاصده
دون المشقّة عيشا مثل هرمانا
لكل أجل مسمّى لا مزيد له
وليس ينقص عند الله سبحانا
القبر مأوى لكل الناس قاطبة
بعد الممات أتى لو كان سلطانا
يقول قبر أنا بيت العقارب يا
عاصى لقد جئتنى يا ويل عصيانا
كذا يقول أنا بيت النّعام لمن
أعطاع ربى ورسلا دون كفرانا
فما عدادك قبل الموت يا صحبى
الندم لا فيه نفع بعد خسرانا
تبّا لعاجل فى الدنيا بلا مهل
العاجلة من الشيطان رجمانا
قلّ مرامك فى دار الأذى وقذى
بالآخرة فبع دنياك مثوانا
حمدا لخالقنا الحي القيوم خلا
من موت وضرر دام على شأنا
يا رب صلّ على هادى الورى مصطفى
وهو الذى استحيى الموت لشبعانا
مختار أحمدنا والموت يفزع من
إقباله بل يروق أمر صنعانا
ثم على صحبه هم أهلنا الكرما
وتابعين لهم بالحسن سحبانا
يا رب صلّ على الأموات والأحيا
أهل السلام بفضل صوم شعبانا
واسهل لنا ياإلهى غمرةالنزع
إن لفيه للعج ثم ويلانا
والبث جميع إلى دار نعيم التى
فيها ليأوى نبيى نعم مكثانا
صديق الغزالى أديمولا