لا أعرف تماما ما أقول في ظل كل هاته التراكمات وزيادة ضغوطات الحياة ، البعض يئس من المحاولة والبعض يرى أن التحدث بإيجابية مجرد كذب على الذات ...هنا غالبا الكثير سيكتفي بقول أن القول أسهل من الفعل وكأن تجربتهم الفاشلة هي معيار لكل الأشياء الأخرى ،دعني أخبرك شيئا ،ما من شخص ينتصر لذاته وينصت لها إلا ويكون قد وقع في فخ يصعب الخروج منه ...تنظر لنفسك في المرآة ولاتشعر بأي ذنب ،تلوم كل الظروف حولك وكأنها ستسمعك وتكف عن إذايتك ،تنتقد الرئيس والبرلمان ،الحكومة والشعب ، وتكره رقعتك الجغرافية، وقتها تركز على غيرك وتنسى نفسك ،تلوم الغرب وحروبهم العرب وانقيادهم ،تلوم كل شيء حولك ،ترى الخطأ في كل ماحولك الا أنت لاتجرؤ على مواجهة نفسك وأنك تفشل بسببك ،ليس لك بعد قناعة أن كل البؤس الذي أنت فيه بسببك ،حتى ولو أخطأ العالم كله ماكان عليك أن تستسلم له كلية ،على الأقل كنت لتخرج بأقل الأضرار ،اذا كنت مازلت تفكر أن تلوم من حولك ولا زالت بداخلك الكثير من الأعذار ولاتحاسب نفسك وترى أنك سبب مباشر فيما أنت عليه فلا داعي لإكمال قراءة مقالي...دعني أخبرك إذا كنت مازلت مستمرا في القراءة أن الرئيس هنا ليس عمرا ليسمعك ،أنت جزء من اكثر من سبعة ملايير بشري ينتمون لحقبة واحدة وهي التي نعيشها الان ،لهم عدة ديانات ومعتقدات وهناك ملايين الأفكار ،فتوقع أي شيء فالعالم لايقف عليك لتبدي رأيك فيه ولن ينصت لك إلا إذا أنت صنعت المجد وكنت القائد وخلدك التاريخ ،لاتنتظر أن تحن عليك الحياة فهي ليست أمك ،دعنا لا نكذب على أنفسنا الكل يريد ماهو أفضل وغالبهم يريد النجاح ولو على حساب الآخر ،يريدون مالا أكثر وأمانا أكبر وحياة فيها سعادة لهم وفرح وفي المقابل لايقدمون سوى الأعذار والنقد واللوم .....إذا كنت ستعيش بنفس فكرة الأمس ،وتفعل اليوم مافعلته بالأمس ستحصل على نفس النتيجة ،ستعيش منقادا فقط لا قائدا ،القيادة هنا لا أقصد بها قيادة الاخرين ،بل قيادة نفسك لما هو أفضل ، ما أريد أن أقوله لك هنا أن تتوقف عن العيش كضحية وتتوقف عن التذمر ،وتتوقف عن الإعتقاد والتصرف كأنك الكائن البشري الوحيد الذي تضافرت كل قوى الكون لتخضعه ولم تراعي مشاعره الرقيقة ،لست وحدك هنا أنت ضحية نفسك ،أنت في إمتحان ، تعلم كيف تتأقلم ،فمجددا ليست الحياة أمك لتحن عليك ،تعلم أن تصنع ذاتك ولو بمساحات ضيقة ، هنا إما أن تكون أو لاتكون .
دحام رشيد يوسف