ما كُلِ ذي نِعْمَةٍ مَحْظُوظٌ بَدُنْيَاكُمْ
ومَا كُلِ ذِي مَــالٍ أَكْــرَمُ النَــاسِ
ومَا مِنْ دَابَةٍ إِلا كَانَ الله رَازقُهَا
فْمَالَكُمْ مِنْ رَازِقٍ مِنْ جِنَةٍ ومِنْ نَاسٍ
إِنَ رَحْمَةَ رَبِي وَاسِعَةً كُنْتُ ذَائِقُهَا
وَمِنْ نَــزْعِهَا مَاكُــنْتُ آَبِـــــقٍ آَسٍ
ولَإِنْ أْذَقْنِي الرْحْمَنُ بِنِعْمَةِ بَعْدَ ضْراءِ أُعايِشُها
لَنْ أْنْسَى عُسْرِيَ ولَنْ أكُنْ ناسٍ
***************************
ما زاغ بَصَرِي عَنْ أَمْرِ الإلَهِ فِي عَهْدٍ
وما ظَنَنْتُ بالرَبِ ظَناً يائِساً ومُشِين
وما زُلْزِلَ الفُؤادُ وما حادَ مِنْ وَهَنٍ
فالمَوْتُ أهْوَنُ للنَفْسِ مِنْ عَيْشٍ مَهِينٍ
**************************
فْلا تُفْسِدَنَ أَرْضاً خُلِقْتَ فِيها لِعُمْرَتِها
ولا تَجْعَلَنَ رَحِمَكَ مِنْ أرْحامِ الناسِ مَقْطوعاً
فما عُلِمْتَ يا آدمُ إلا ما كُنْتَ تَجْهَلْهُ
وما كُلِفْتَ جَعَلْتَهُ مِنْ غَيْرِ نهْيٍ عَنْكَ ممنوعاً
يا لَيْتَ صَدْرِي لم تُوَسْوِسٌ بِهِ نَفْسِي
وما كَانَ الصَوْتُ للآذانِ مَسْمُوعاً
***************************
ولا تَقْهَرُنْ يَتِيماً في مْجَالِسِكُمْ
فَلليُتْمِ حَقٌ مِنَ اللهِ مْقْطُوعٌ على الناسِ
ولا تَنْهَرُنْ مَنْ جاءَ يَسْألَكُمْ
فللسُئلِ ذُلٌ مْشْروبٌ مِنَ الكاسِ
ولا تَمْنَعُنْ الخَيْرَ عَنْ مَعاشِرِكُمْ
فالخَيْرُ غَيْثٌ مِنَ اللهِ إلى الناسِ
***************************
ما مِنْ عَلِيلٍ ماتَ قَبْلَ مَوْعِدِهِ
وما مِنْ صَحِيحٍ عَمَرَ كَامِلَ الآجَالِ
مَنْ أَشْعَلَ فِي الدُنْيا نَارَ مَوْقِدِهِ
باتَ مَشْغُولَ القَلْبِ والفِكْرِ والبالِ
ومن كان يَأْمَنُ حُسْنَ مَرْقَدِهِ
قَدْ خابَ ظَنَهُ خاسِرَ الأعْمالِ
***************************
يا مَنْ رُزِقْتُ المالَ فِي إعَالَتِكُمْ
لا تَسْئَلُنْ اليَوْمَ عَنْ مُلْكً وعَنْ مالً
قَد وَهَبْتُ المَالَ بالوُدِ فِي إعَاشَتِكُمْ
فلا تُجْهِدُنْ النَفْسَ فِي السُئْلِ عَنْ حَالي
ما وَعَيْتُ بالحَقِ إلا في مْنَازِلِكُمْ
وكَمْ غَفَلْتُ عَنْهُ فِي حِلِي وتِرْحًالِي
والتَفَتْ السَاقُ بالسَاقِ فِي مُعَانَقَةٍ
تَخْشَى الفِرَاقَ وتَرْجُو الوَصْلَ فِي الحَالِ
وكُشِفَ السِتَارُ عَنْ رُؤْيَا طَالَمَا حُجِبَتْ
وسَالَتْ دُمُوعُ الحَسْرِ مِنْ رَوْعٍ وأهْوَالٍ
وجَائَنِي مَنْ كُنْتُ أخْشَى مَقَادِمُهُمْ
فاليَومُ حَقٌ، قَدْ كُنْتَ عنا فِي تِيهٍ وإِغْفَالٍ
ونَادَى مُنَادِيَ، أَنِي مَقْطُوعٌ مِن الدُنْيَا
فَلا رِزْقٍ ولا وَلَدٍ ولا مالِ
نصر فؤاد