الكابوس الذي يطارد علماء الفيروسات في العالم كله هو أن يعود وباء إنفلونزا عام 1918 الذي أطلقوا عليه اسم ( الوباء الأسباني) إلى الظهور.. لقد فتك هذا الوباء بثلاثين مليونًا من البشر، أي أكثر من ضحايا الحرب العالمية الأولى، وعمليًا لم ينج إنسان على ظهر الكرة الأرضية من الإصابة به سواء كانت شديدة أو خفيفة. قاتلة أو غير قاتلة..
أين يجتمع الخنزير والدجاجة؟ .. طبعًا عند كل فلاح صيني.. كل فلاح صيني يخفي في حظيرته مختبرًا خطيرًا للتجارب البيولوجية، وفي هذه الحظيرة تنشأ أنواع فيروسات فريدة لم نسمع عنها من قبل..
ولهذا لا نسمع عن أوبئة الإنفلونزا المريعة إلا من جنوب شرق آسيا حتى صار للفظة ( إنفلونزا آسيوية ) رنين يذكرنا بلفظة ( طاعون) ..
لكن د. ( شرودنج) و ( بارتلييه) يعرفان جيدًا أن الوباء الحقيقي المرعب قادم لا شك فيه.. سيبدأ من مكان ما في الصين أو (هونج كونج).. ساعتها لن يكون لنا أمل إلا في رحمة الله، ثم البيولوجيا الجزيئية وسرعة تركيب اللقاح.
أحمد خالد توفيق
سلسلة سافاري - ١٩٩٦