نهر الكلمات المتجمد في القلبْ اسكب ورداً ، ضوءاً ، عنباً حلواً أحمــرْ مرآة تفضح عورات المتكئين على القتلْ أطفالاً غرباء الصوتِ ، من زمنٍ تكوّن من لبنِ الحبْ شيئاً أبيض أم أسودْ (لا شرط على اللون... على النوعْ) شيئاً غير الحبل المتشنج حول الأعناقْ شيئاً لم تألفهُ الأحداقْ . أمطرْ ... (لن أعلن رقص الطير البريّ ، أدق طبول الإفريقيين .. لكي تمطرْ) أمطرْ ... (لن أتلو تعويذات الكهانِ ، السحر الأسود .. كي تمطرْ) (لكني لن أتنازل مهما صار الأمر) فإمطر شيئاً يوقف نزف العصر المتهاوي في أغوار القحطْ أو مت في جنبات القلب الأرعنِ ، أحرق ساحات الحلمِ الممتدةِ في الدمْ متْ واحرقني حتى العظمْ . يا من علمني نفسي ، علمني عادة رسم العالم بالأزميلِ ، معانقة الودجِ الساخنِ والنيزكْ وتجسَد وجه امرأتي الطفليّ ، مصافحة البرقِ ، الموجِ ، النخلْ (أنبئني عن زمن الوصلْ يا شجر الشعر الحائرِ بين الحلقِ اليابسِ والصدرْ (أنبئني عن زمن الوصلْ) أنا عصفورٌ مشتاقٌ أشكو العالم للبحرْ يسكنني الوطنُ المغتربُ المنسي ، أسكنهُ في هالات الدهشةِ ، والرغبات المقتولةْ يا أيتها الكلمات المغلولةْ خلف جدار الصدر المصدوعْ أنا من غيركِ سنبلة في بيداء الكونْ بئرٌ مهجورٌ مجروح الماءْ محكومٌ بالشنقِ لآخر نبضةْ (غفل القاضي تاريخ التنفيذْ) فلتبدأ عرس الكلمات الآنْ يا النهر المتجمد في القلبْ فلتبدأ .... (عانقني حتى الموتْ) .
عبد الحميد