انتظمت أبياتُ قصائد كتاب الإلياذة الإسلامية (ديوان مجد الإسلام) الاثنتين والستين والمئة (162)، بتسعة الأبحر الآتية مرتبةً: الكامل (40 قصيدة)، فالطويل (33 قصيدة)، فالوافر (29 قصيدة)، فالخفيف (19 قصيدة)، فالبسيط (16 قصيدة)، والرمل (16 قصيدة)، فالمتقارب (6 قصائد)، فالسريع (قصيدتين اثنتين)، فالمجتث (قصيدة واحدة). وفي سياق رحلة الشعر العربي التي وصفناها من قبل بمقالنا:
"رِحْلَةُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ فِي بُحُورِ الشِّعْرِ: طَرَفٌ مِنْ تَكْمِلَةِ عَمَلِ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ:
يتضح أن الكامل قد تقدم إلى المنزلة الأولى في هذا الكتاب من الثانية في الشعر العربي على وجه العموم، والطويل قد تأخر إلى الثانية عن الأولى، والوافر قد تقدم إلى الثالثة من الرابعة، والخفيف قد تقدم إلى الرابعة من الخامسة، والبسيط قد تأخر إلى الخامسة عن الثالثة، والرمل قد تقدم إلى الخامسة من التاسعة، والمتقارب قد تقدم إلى السادسة من الثامنة، والسريع قد تأخر إلى السابعة عن السادسة، والمجتث قد استقر في الثامنة وقد كان في الحادية عشرة، وألا وجود للرجز والمنسرح والهزج والمديد والمتدارك والمقتضب والمضارع، التي كانت بترتيبها هذا من الشعر العربي على العموم، في المنازل السابعة والعاشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة.
ولا ريب في دلالة ذلك على ارتياح شاعرنا إلى تسعة الأبحر التي انتظمت بها أبيات قصائده، واستغنائه بها عما سواها، ولاسيما أنه استطاع أن ينوعها وزنا وقافية، على أربع عشرة ومئة صورة، بين أقصر قصائده ذات الستة الأبيات الخفيفية الوزن الوافية الصحيحة العروض والضرب، الرائية القافية المفتوحة المردفة بواو المد أو يائه الموصولة بالألف- وأطولها ذات الخمسة والأربعين والمئة البيت الكاملي الوزن التام الصحيح العروض والضرب، الميمي القافية المضمومة المجردة الموصولة بالواو.