أعرف أن القمرَ لا تأتي حسب هوى الساري لكني أؤمن من قلبي في لا جدوى القمرَ ما دام هنالك قنديلٌ يحمله في القلب الساري ) *** أسافر في عتمات الغياهب طيراً غريباً بلا جهة أو هدى غير أني لما كرهت الظلام وطال اصطباري توجهت في ثقةٍ للضياء التحمت به ثم صار الضياء مداري أقاتل ليلاً بسيفٍ من الضوء كيف إذن لا يجيءُ انتصاري فاسمعي يا رياح الزمان الخؤونة صوتاً حداه ركابي يمزق ستر الليالي ويصهل كالرعد للأوج في شعفات الجبال ويهدر كالموج في البحر يصفع أعلى أعالي الصواري صحيح لقد هدني الارتحال أنقّل عشقي على هذه الأرض منتظراً وجه (موضي) يهل إلى أن مللت انتظاري فقلت سأصنعه قمراً أو رغيفاً من النور أهديه للجائعين أو الضائعين فكان لذلك وجه موضي اختراعي الأخير وكان الرحيل إليه قراري وموضي أجمل ما خلق الله في الكائنات تشع بروحي منذ قرون فتشعلها بالحرائق ثم تفر لذلك حان إليها بهذا الزمان فراري وعينا موضي واحة أمن وظل وباحة بُنٍّ وفل يفيء إليها القطا المستريب وتأوي الحباري وعينا موضي نبعان ثران في حمأة القيظ لما تشح الخباري لعيني موضي وهج يضيء إذا أعتم الوقت ليل الصحاري تشعان ناراً بها يهتدي السائرون وتفزع منها وحوش الخلا والضواري جدائل موضي غيم من المسك يعبق بالعطر لما تجف خزامى الصحاري
سُليمان الفليّح