(( إنها الأمومة ))
نامت وفي حضنها دفئٌ تجود به
على فلذاتها مدّت جناحيها
كالطير في عشها زغبٌ تلملمهم
في ضمةٍ تنزع الأحشاء تدميها
على رصيفٍ هوت والجوع ينخرها
وصوت طفلٍ بكى بالجوع ينعيها
نامت وفي حضنها الأوجاع ساهرةٌ
ورحلة اليأس تنأ في شواطيها
نامت وفي نفسها جرحٌ تكابده
وحلم صبحٍ بلحن الأمس يرثيها
فراشها لوعة الحرمان في زمنٍ
فيه الفساد يمد يداً ليغريها
ياغربة في مدى الأزمان سائحة
في رحلة البؤس كم أعيت مرافيها
يادمعة في جبين الأرض حافية
بين الأزقةِ قد حارت مراسيها
واستنفرها ضيوف البرد شاتيةً
هوت عليها وكم أدمت مأقيها
إن أغفلتك عيونُ الخلق ساخرةً
لله عينٌ لم تغفل لشاكيها
أحمد الجريو