بطارية بغداد 2



يمتلك العراق تراثا وطنيا غنيا. فجنة عدن وبرج بابل عثر على آثارهما في هذه الأرض القديمة
فهذه الأرض العراقية التي قامت عليها حضارات قدمت لنا الكتابة والعجلة، وقدمت لنا أيضا الخلايا الكهربائية التي لم تكتشف إلا بعد ألفي سنة من اكتشافها في العراق.
ففي متحف العراق الوطني توجد جرة صغيرة بحجم قبضة اليد هذه الجرة قد تتطلب منا اعادة النظر في كتب تاريخ الحضارات القديمة!

من المتعارف عليه لدينا أن العالم (فولتا) هو مخترع البطارية الكهربائية في العام 1800 م حيث استنتج من تجاربه ان وجود قضيبين معدنيين من مادتين مختلفتين في وسط كيميائي يولد لنا طاقة كهربائية وهذا الاكتشاف أدى الى تخليد اسمه كوحدة لقياس فرق الجهد الكهربائي (الفولت).
لكن الجرة الصغيرة الموجودة في بغداد تخبرنا أن (فولتا) لم يكتشف البطارية الكهربائية بل انه (أعاد) اكتشافها !
أول من تكلم عن هذه الجرة هو العالم الألماني (ويلهيلم كونق) في 1938م حيث وجدها المنقبون في منطقة تسمى خوجة رابو قريبا من بغداد.
كان عمر الجرة عند اكتشافها حوالي 2000 عام و تتكون من قضيب معدني محاط بأسطوانة نحاسية ويحيط بهما الفخار الذي تم اغلاقه من الاعلى بمادة الاسفلتية
كشفت دراسة الجرة انها كانت تحتوي على الخل حيث ان وجوده يؤدي الى تفاعل ينتج تيارا كهربائيا. اعتقد ويلهيلم ان هذه الجرة بهذه المكونات هي عبارة عن بطارية و نشر ابحاثه في هذا الشأن عام 1940م ولكن بدء الحرب العالمية الثانية أدى الى نسيان هذا الاكتشاف لفترة من الزمن

وبعد 60 عاما من اكتشاف بطارية بغداد - وهناك حوالي 12 منها - لا يزال الغموض يحيط بها.
ويقول الدكتور بول كرادوك المسؤول في المتحف البريطاني: (ان البطاريات جذبت كثيرا من الاهتمام. وهي بالغة الأهمية لاننا لا نعرف أحدا وقع على اكتشاف كهذا. وهي من الألغاز التي يصعب فهمها او حلها)
وكان السؤال الاهم : لماذا اخترع العراقيون القدماء هذه البطارية الكهربائية و فيم كانت تستخدم؟
ظهرت عدة نظريات تحاول الاجابة على هذا السؤال منها أن هذه البطاريات كانت تستخدم في طلاء التماثيل بالذهب و هناك نظرية اخرى تقول انها كانت تستخدم في العلاج الطبي حيث وجدت بعض الأبر قريبا من البطاريات ومن المعروف ان العلاج بالابر الصينية يكون مصحوبا احيانا بتيار كهربائي خفيف.
ولكن حتى الآن تبقى هذه مجرد نظريات ولم يتم التأكد حتى الآن من الغرض الحقيقي وراء صناعة هذه البطاريات قبل 1800 سنة من اكتشافنا لها.

وفي نص آخر لنفس الخبر أعلاه
عثر علماء الآثار في متحف بغداد على آنية غريبة الشكل مصنوعة من الفخار..ملقية في إهمال داخل أحد الصناديق الموجودة في قبو المتحف..وبعد دراسة تلك الآنية التي تبين أنها مصنوعة منذ أكثر من ألفي عام..اتضح أنها بطارية..نعم..بطارية تحوي حديدا ونحاسا وزفتا كمادة عازلة..مع بعض المواد الكيميائية..وقد كانت صالحة للاستعمال!!..فما إن تم توصيل تلك المواد ببعضها حتى أمكنها توليد شحنة كهربائية محدودة كانت تكفي لإضاءة مصباح صغير..وكان من الواضح من تصميم تلك الآنية الفخارية وما تحويه من مواد كيميائية..أن من صنعها كان على دراية بالتيار الكهربائي..وكيفية توليده..لهذا يرى العلماء أن هناك من سبق ( فولتا ) و ( كلفاني ) المنسوب إليهما اختراع البطاريات الأولى..ولكن من صنع تلك البطارية؟..ولماذا؟..وكيف استطاع عمل ذلك منذ ألفى عام؟..الله أعلم.