سُئِلَ الْإِمَامُ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
أَلَسْتَ تَقُولُ : (يَقُولُ اللَّهُ‏ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ،
وَقَدْ نَرَى الْمُضْطَرَّ يَدْعُوهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُ وَالْمَظْلُومَ يَسْتَنْصِرُهُ عَلَى عَدُوِّهِ فَلَا يَنْصُرُهُ‏ ؟!
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَيْحَكَ مَا يَدْعُوهُ أَحَدٌ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ .
أَمَّا الظَّالِمُ فَدُعَاؤُهُ مَرْدُودٌ إِلَى أَنْ يَتُوبَ إِلَيْهِ ، وَأَمَّا الْمُحِقُّ فَإِنَّهُ إِذَا دَعَاهُ اسْتَجَابَ لَهُ وَصَرَفَ عَنْهُ الْبَلَاءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُهُ وَادَّخَرَ لَهُ‏ ثَوَاباً جَزِيلًا لِيَوْمِ حَاجَتِهِ إِلَيْهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ الَّذِي سَأَلَ الْعَبْدُ خِيَرَةً لَهُ إِنْ أَعْطَاهُ أَمْسَكَ عَنْهُ . وَالْمُؤْمِنُ الْعَارِفُ بِاللَّهِ رُبَّمَا عَزَّ عَلَيْهِ أَنْ يَدْعُوَهُ فِيمَا لَا يَدْرِي أَصَوَابٌ ذَلِكَ أَمْ خَطَأٌ ؟ وَقَدْ يَسْأَلُ الْعَبْدُ رَبَّهُ إِهْلَاكَ مَنْ لَمْ يَنْقَطِعْ مُدَّتُهُ ، وَيَسْأَلُ الْمَطَرَ وَقْتاً وَلَعَلَّهُ أَوَانُ لَا يَصْلُحُ فِيهِ الْمَطَرُ لِأَنَّهُ أَعْرَفُ بِتَدْبِيرِ مَا خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ ، وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ فَافْهَمْ هَذَا .
المصدر : (البحار : ج10، ص174، عن كتاب الاحتجاج.)