TODAY - October 07, 2010
العراقية تقول إن من الصعب عزل التيار.. لكن تهميش الآخرين غير ممكن أيضا
أزمة بين المالكي وواشنطن بسبب الصدر.. والسهيل يقول إن موقف جيفري استمرار لعقلية الاحتلال
رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي خلال استقباله وكيل وزارة الخارجية الاميركية ويليام بيرنز في بغداد امس (رويترز)
بغداد – اميمة يونس
كسر الاميركان امس الاربعاء، حاجز الصمت الذي تلفعوا به نحو اسبوع حيال ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية بمباركة التيار الصدري، واعربوا عن "مخاوف كبيرة" من صيغة الشراكة التي تدعمها طهران، في موقف دفع رئيس الحكومة الى الرد شخصيا على السفير الاميركي جيم جيفري، قائلا ان معلوماته "ليست دقيقة".
وفي وقت وصف قيادي صدري بارز في تصريح لـ"العالم" مخاوف السفير الاميركي من تحالف الصدريين مع المالكي، بأنها "استمرار لعقلية الاحتلال"، قالت مصادر مطلعة ان خصوم المالكي "سيحاولون استغلال مخاوف واشنطن هذه على النحو الامثل".
وكان السفير جيفري قد وصف التيار الصدري بانه "لا يختلف عن الذين يعرقلون الديمقراطية" في العراق، حسب تصريحات متلفزة، قال فيها إن "اي دور رسمي تمنحه الحكومة العراقية للتيار الذي يرأسه السيد مقتدى الصدر سوف يؤثر سلبا على امكانية واشنطن لتحقيق شراكة ستراتيجية مع حكومة بغداد". واضاف انه "من غير الواضح فيما اذا كان التيار يعتبر حركة سياسية ام ميليشيا مسلحة تنفذ اهدافها من خلال اعمال عنف لا يمكن ان تتحملها الديمقراطية"، متابعاً "ندعو اصدقاءنا العراقيين الى ان يكونوا حذرين من المواقف التي يمكن ان تفتح المجال امام اي شخص لم يتضح موقفة حتى الان".
وهذه اول اشارة تصدرها واشنطن بشأن صيغة التحالف الذي دفعت طهران لتحقيقه بصعوبة، بعد ان كانت اميركا تفضل بناء شراكة بين المالكي وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي. لكن قصي السهيل، القيادي في كتلة الاحرار المنضوية ضمن الائتلاف الوطني، لم يستغرب رد الفعل الاميركي، ووصفه بأنه "متوقع".
وقال ان التيار الصدري لـ"العالم"، "لقد تعلمنا دائماً ان نشاهد سواء جيفري او باقي المسؤولين الاميركان، يتصرفون وفق عقلية المحتل التي نرفضها". مضيفاً "لقد تم توقيع اتفاقية امنية اعترفت اميركا من خلالها بسيادة العراق، وبالتالي كل حديث من هذا النوع يعد انتهاكاً لهذه السيادة"، واشار الى ان "التيار الصدري له وجود في الشارع العراقي وهو امر لا تستطيع اميركا ان تنكره". ويؤكد السهيل ان "نتائج الانتخابات الاخيرة تفرض الصدريين (40 مقعداً) سواءً داخل البرلمان او الحكومة". وتابع "لا نسمح لاية جهة ان تحاول تهميشنا، خاصة واننا نعلم جيداً ان هناك محاولات حثيثة من اجل اقصائنا من العملية السياسية".
وكان زعيم التيار الصدري رجل الدين مقتدر الصدر قد اصدر نهاية شهر أغسطس (آب) العام 2007، بيانا جمد بموجبه جيش المهدي، وذلك عقب المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة كربلاء، في ذكرى احياء الزيارة الشعبانية والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص.
من جانبه، يرى سامي شورش، عضو التحالف الكردستاني، بان العراقيين "وحدهم" معنيون بتشكيل الحكومة وليس القوى الخارجية، موضحاً لـ"العالم" ان "على جميع الاطراف البحث عن حل عراقي يتم من خلاله صوغ برنامج حكومي تتفق عليها جميع القوى". وتابع "اذا قررت الاطراف الخارجية ان تساعد العراق على تشكيل الحكومة فاهلاً بها، اما ان تقرر ان يكون هذا الطرف او ذاك موجودا في هذه الحكومة، فهذه خطوة غير عملية".
الى ذلك، اوضح عدنان الدنبوس، عضو القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق اياد علاوي بانه كان متوقعاً من اميركا ان تدعم المالكي على خلفية تنفيذه صولة الفرسان (في اشارة الى الحملة العسكرية ضد جيش المهدي في جنوب البلاد)، اما حين يتحالف معهم فإن هذا "سيغضب واشنطن بالتأكيد". وأوضح لـ "العالم" ان الولايات المتحدة "لديها صراع مع التيار الصدري ويبدو ان الاتفاق الاخير الذي حصل بين الاخير والمالكي ربما سبب نوعا من علامة الاستفهام لدى الاميركان الامر الذي اقلقهم".
ويستدرك الدنبوس "بالرغم من التحفظات الاميركية الا اننا نعتبر التيار الصدري تياراً وطنياً استطاع ان يحظى بعدد لا باس به من المقاعد في البرلمان، وعليه فان القفز على هذه النتائج تعني القفز على الواقع الذي يؤكد على انه شريك اساس في العملية السياسية". ويقول الدنبوس "لا نستطيع تشكيل حكومة دون وجود المكونات الرئيسية الاربع (العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني)". لكنه عاد واضاف انه "لا يمكن ايضا تشكيل حكومة من قبل دولة القانون والتيار الصدري، وبمعزل عن بقية الكتل". من جهته، وصف مصدر مطلع داخل الائتلاف الوطني، تصريحات السفير الاميركي بـ(وسيلة الضغط) من اجل اعطاء الصدريين "اقل ما يمكن" ان يرضي الاميركان.
ويؤكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"العالم" ان خصوم المالكي "سيحاولون استغلال قلق واشنطن هذا، للتبشير بمشروع الكتلة البديلة". لكنه قال ايضا ان المالكي "يدرك ان اعطاء الصدريين مكاسب كبيرة في الحكومة المقبلة، يجب ان لا يتعدى الخطوط الحمر الاميركية".
العالم